العوامل الغذائية وتقلبات المزاج بعد الأكل: ما العلاقة؟
يعاني عدد من الأشخاص من تقلبات مزاجية ملحوظة عقب تناول الطعام، تتمثل في مشاعر القلق، أو الانفعال، أو حتى الشعور بالحزن دون سبب واضح. وغالبًا ما تُعزى هذه التغيرات إلى التعب أو الإجهاد، إلا أن الجانب الغذائي قد يلعب دورًا خفيًا لكن جوهريًا في هذا السياق.
تشير الأبحاث إلى أن نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية، مثل فيتامين B6 والمغنيسيوم، قد يكون أحد الأسباب الكامنة وراء هذه الاضطرابات المزاجية. هذان العنصران يلعبان دورًا محوريًا في دعم وظائف الجهاز العصبي وتنظيم المزاج من خلال عمليات التمثيل الغذائي.
فيتامين B6: مفتاح إنتاج السيروتونين
يُعتبر فيتامين B6 ضروريًا لتحويل الحمض الأميني التربتوفان إلى السيروتونين، وهو الناقل العصبي المعروف باسم “هرمون السعادة”. وعند انخفاض مستويات B6، يتعطل هذا التحول الحيوي، مما قد يؤدي إلى اضطرابات مزاجية تشمل الحزن، واللامبالاة، وسرعة الانفعال.
المغنيسيوم: تهدئة للجهاز العصبي
أما المغنيسيوم، فيعمل على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل استثارة الخلايا العصبية، وبالتالي يسهم في الاستقرار النفسي. نقص هذا المعدن قد ينعكس في شكل أعراض جسدية مثل تقلصات عضلية أو أرق، إلى جانب التقلبات المزاجية.
أسباب إضافية يجب الانتباه لها
التقلبات النفسية بعد الأكل قد تكون ناتجة أيضًا عن:
تغيرات حادة في مستويات السكر في الدم.
عدم تحمّل بعض أنواع الطعام.
اختلال توازن البكتيريا المعوية، وهو عامل متزايد الأهمية في أبحاث الصحة النفسية الحديثة.
كيف يمكن تعويض النقص الغذائي؟
لتحسين المزاج ودعم الصحة النفسية، يُوصى باستهلاك:
مصادر فيتامين B6: كبد البقر، الأسماك، الموز، المكسرات.
مصادر المغنيسيوم: البذور، المكسرات، الشوكولاتة الداكنة.
ومن الأفضل دمج هذه العناصر مع الكالسيوم وفيتامين D لتعزيز امتصاصها وتحقيق تأثير صحي متكامل.
متى يجب القلق؟
في حال استمرار تقلب المزاج بعد الأكل رغم تحسين النظام الغذائي، قد يكون ذلك مؤشرًا على حالة صحية أعمق تتطلب تدخلًا طبيًا. لذلك، يُنصح بعدم تجاهل الأعراض المستمرة واستشارة طبيب مختص عند الضرورة.
وتجدر الإشار الى ما نأكله لا ينعكس فقط على صحتنا الجسدية، بل يؤثر بشكل مباشر على استقرارنا العاطفي والنفسي. ومن هنا تأتي أهمية الانتباه إلى جودة التغذية كجزء أساسي من نمط حياة صحي ومتوازن.