الداخلية تعلن الحرب على استغلال آليات الجماعات لأغراض انتخابية
في خطوة حاسمة، قررت وزارة الداخلية وضع حدّ لفوضى استغلال سيارات الإسعاف وحافلات النقل المدرسي والآليات الجماعية في أنشطة مشبوهة، بعدما تحولت، في أكثر من مناسبة، إلى وسائل ضغط انتخابي وأدوات لخدمة أجندات شخصية.
التعليمات الجديدة التي وُجّهت إلى الولاة والعمال جاءت واضحة:
توسيم كل الآليات بشعارات وهوية الجهة المالكة لتتبع مسارها.
تشديد المراقبة الميدانية عبر تقارير أعوان السلطة.
تجريم أي استعمال انتخابي أو شخصي لهذه الوسائل العمومية.
من خدمة المواطن إلى خدمة المصالح
التقارير الميدانية كشفت أن بعض الجمعيات، خصوصًا القريبة من المنتخبين، حوّلت حافلات النقل المدرسي إلى حافلات ترفيهية وسياحية مدفوعة، بل استُعملت في رحلات إلى وجهات معروفة، مقابل مبالغ مالية تُستغل لتغطية المصاريف. أما سيارات الإسعاف، فقد استُغلت أحيانًا في تنقلات انتخابية تحت غطاء اجتماعي.
المفتشية العامة تدق ناقوس الخطر
المفتشية العامة للإدارة الترابية سبق أن سجلت هذه الخروقات، خاصة في جهة الدار البيضاء–سطات، مؤكدة أن تضارب المصالح بين بعض المستشارين وجمعيات محلية ساهم في تحويل الدعم العمومي إلى ريع انتخابي مقنّع.
لفتيت يحسم الموقف
عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، شدّد على أن حماية المال العام خط أحمر، مؤكّدًا أن توزيع المساعدات الغذائية أو تجميد المشاريع التنموية ثم استغلالها انتخابيًا، لن يمر دون مساءلة.
رسالة إلى المنتخبين
بإجراءاتها الجديدة، تسعى وزارة الداخلية إلى إعادة الاعتبار لمبدأ الحياد في تدبير الشأن المحلي، وتذكير الجميع أن وسائل الجماعات ملك للمواطنين لا لجيوب المنتخبين، وأن زمن استغلال سيارات الإسعاف وحافلات التلاميذ في صراعات انتخابية بات يعيش ساعاته الأخيرة.