فضيحة “تايم المفبركة”: كيف يصنع الإعلام الوهمي أبطالًا وهميين؟

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عاد المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي، المعروف بإثارته للجدل، ليكون محور سخرية وانتقادات واسعة بعد أن تورط في فخ فضيحة إعلامية جديدة. المحطة هذه المرة لم تكن مباراة أو تعليق رياضي، بل محاولة تسويق خبر مفبرك حول السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، على أنه “شخصية العام” لمجلة عالمية لم تصدر أي تغطية له.

دراج نشر صورة زعم أنها غلاف مجلة تايم، ورافقها بتدوينة مطولة تمجّد السفير، وصفه بألقاب من قبيل: “صوت المظلومين وضمير الأحرار”، و”فارس السلام الذي فضح جرائم إسرائيل”، وكأن السفير قد تحول إلى بطل خارق على صفحات مجلة عالمية لم تصدر أصلاً.

المتابعون، الذين اعتادوا على النقد والتحقق، لم يلقوا التصديق، فبحثوا عن الغلاف ليكتشفوا أن الصورة كانت مجرد تزييف رقمي، وأن المجلة لم تمنح السفير أي لقب أو تكريم. وبينما كشف الواقع فبركة الخبر بسرعة، اختفى الغلاف المفبرك من حسابات دراجي، في مؤشر على محاولته التملص من مسؤولية نشر الأكاذيب.

لكن هذه الواقعة تتجاوز مجرد خطأ شخصي. فهي مثال صارخ على ظاهرة أوسع: صناعة أبطال وهميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. نظام الكابرانات في الجزائر، بحسب المراقبين، يعتمد على خلق بطولات من الورق لشخصيات فشلت في مواجهة الواقع، مستعينًا بالإعلام الرقمي لخداع الجمهور وصناعة سرديات مصطنعة تتناقض مع الإنجازات الحقيقية، مثل الانتصارات الدبلوماسية المغربية المتتالية.

الدرس هنا ليس في خطأ دراجي الفردي، بل في كيفية استغلال أدوات الإعلام الرقمي لتزييف الواقع وصنع بطولات وهمية، مما يعكس تحديًا أكبر أمام الجمهور: التمييز بين الحقيقة والخيال في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كل صورة وغلاف يمكن أن يكون مجرد وهم متقن الصنع.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.