تضامن واسع مع الشابة إيمان… مبادرات إنسانية لمداواة جراح الجسد والروح
لم تمر مأساة الشابة إيمان مرور الكرام، فقد حركت قصتها الرأي العام، وأثارت موجة تضامن واسعة من داخل المغرب وخارجه. هذه الشابة التي تحولت إلى رمز لمعاناة الكثير من النساء ضحايا العنف، وجدت اليوم أبواب الأمل تفتح لها من جديد، بفضل مبادرات إنسانية تقودها جمعيات حقوقية ومدنية.
مصادر مقربة من إيمان أكدت أن عدة جمعيات بادرت إلى التواصل معها مباشرة، معلنة استعدادها الكامل لتغطية تكاليف علاجها النفسي والجسدي، في محاولة لانتشالها من دوامة الألم التي غرقت فيها بعد الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له على يد طليقها.
ولم يتوقف التضامن عند حدود الدعم المحلي، بل تجاوزه إلى مبادرات خارجية، حيث عبرت إحدى الجمعيات عن استعدادها لنقل الضحية إلى الخارج لإجراء عملية تجميل دقيقة لإصلاح التشوهات البالغة التي لحقت بوجهها، حتى تستعيد جزءاً من ابتسامتها المفقودة.
قضية إيمان لم تفتح فقط ملف العنف الأسري، بل أعادت إلى الواجهة النقاش حول زواج القاصرات والإكراهات الاجتماعية التي تدفع الضحايا إلى الارتباط بمعتديهن. فالمعطيات المتداولة تشير إلى أن المعتدي سبق أن اغتصبها، ما تسبب في حملها، لتجد نفسها مجبرة على الزواج منه تحت ضغط العائلة والمجتمع، قبل أن يتحول ذلك الزواج إلى كابوس انتهى بمأساة دامية.
اليوم، ورغم قسوة التجربة، تتشبث إيمان بخيط أمل جديد، مدعومة بموجة تضامن شعبية وجمعوية، وبأصوات تنادي بضرورة محاسبة الجاني ووقف مسلسل الإفلات من العقاب. إنها قصة وجع، لكنها أيضاً قصة مقاومة وإصرار على استعادة الحياة.