“جيل زد” يتحدى المنع الأمني بعدة مدن مغربية مطالبًا بالعدالة الإجتماعية ومحاربة الفساد
شهدت مدن مغربية عدة، اليوم الثلاثاء، موجة جديدة من احتجاجات “جيل زد” الشبابي، وذلك رغم التأكيد الأخير للأغلبية الحكومية على تفهمها للمطالب الاجتماعية واستعدادها للحوار.
هذه الوقفات، التي قوبلت بـاستنفار أمني مكثف، أسفرت عن تسجيل اعتقالات في صفوف الشباب قبل وصولهم إلى مواقع التظاهر أو أثناء تفريقها.
وجاءت هذه التظاهرات كـرد فعل على بيان الأغلبية الحكومية الذي شدد على حسن الإنصات والتجاوب المسؤول مع المطالب عبر الأطر المؤسساتية. غير أن المحتجين الشباب اختاروا الشارع للتعبير، مؤكدين على استمرار الحراك.
ففي الدار البيضاء، وتحديدًا في ساحة السراغنة، حاولت مجموعة من الشباب تنظيم وقفة لليوم الرابع على التوالي، لكن قوات الأمن تدخلت لتفريقها، وشهدت الأحياء المجاورة استنفارًا أمنيًا وتوقيفات عديدة. ولم يكن المشهد مختلفًا في طنجة ومراكش ، حيث سُجلت توقيفات في صفوف الشباب، وتم تطويق الساحة المقابلة للحي الجامعي في مراكش لمنع الاحتجاج.
كما شهدت وجدة مسيرة سلمية قادها الشباب، رُفعت خلالها شعارات قوية تطالب بـإسقاط الفساد، قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية لـتفرقة المتظاهرين.في المقابل، شهدت فاس مسيرة كبيرة، وهو ما عكس اتساع نطاق الاحتجاج.
وتميز هذا اليوم الرابع بـانضمام مدن جديدة إلى الحراك، مثل القنيطرة، زايو، خميس إيت عميرة، بني ملال، وسيدي بنور، التي شهدت أيضًا تطويقًا أمنيًا.
وقد ركز المحتجون في شعاراتهم على القضايا الأساسية، مطالبين بـ”حرية، كرامة، عدالة اجتماعية”، و”الشعب يريد إسقاط الفساد”، كما انتقدوا الأولويات الحكومية بشعار: “الصحة أولاً، ما بغيناش كأس العالم”، ونددوا بالتدخل الأمني بشعار: “سلمية وقمعتوها”.