المدرس ركيزة المستقبل: بين الضغوط المهنية والحاجة إلى الدعم
يشكل المدرس حجر الزاوية في بناء مستقبل أي أمة، فهو مؤتمن على تعليم وتربية الأجيال القادمة، ومحدد لمسار التنمية المعرفية والاجتماعية في المجتمع. ولضمان أدائه الأمثل، يجب أن يكون في أفضل حال، سواء على الصعيد المادي أو المعنوي، لما لذلك من أثر مباشر على جودة التعليم وتحفيز التلاميذ والتلميذات.
وفي هذا السياق، كشف تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول التعليم والتعلم أن حوالي 70٪ من المعلمين بالمغرب يعانون من ضغوط مهنية وإدارية متزايدة، بينما يواجه 68٪ منهم صعوبات ملحوظة في ضبط الانضباط داخل الأقسام. هذه الأرقام تعكس واقعًا مهنيًا معقدًا، يستدعي اهتمامًا جادًا من الجهات المعنية لضمان بيئة تعليمية صحية وفعالة.
ويشير التقرير إلى أن تحسين وضعية المدرس مادياً ومعنوياً، وتقديم الدعم الكافي له في مواجهة التحديات اليومية داخل الفصل، يشكل مفتاحًا لتحسين جودة التعليم ورفع مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ، مما ينعكس إيجابًا على مستقبل الوطن بأسره.
إن الاستثمار في المدرس ليس مجرد واجب أخلاقي، بل استراتيجية وطنية لتحقيق التنمية الشاملة، وضمان أجيال قادرة على مواكبة التطورات العلمية والاجتماعية في العالم المعاصر.