هشام رماح
فيما تتجمل الدار البيضاء عبر تهيئة أرصفة وطرق داخلية، يرى البعض أنها تسقط قاطني المدينة في قسمة ضيزى لكونها تستثني أحياء دون أخرى، دافع مصطفى الحيا، نائب عمدة الميتروبول، عن رؤية المجلس الجماعي مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بتنفيذ برنامج طويل يروم تهيئة المدينة لتغدو قطبا ماليا معتبرا.
الحيا، الذي تحدث إلى وسائل الإعلام أفاد بأن غلافا ماليا يقدر بـ11 مليار درهم خصص للبنية التحتية في الدار البيضاء ويهم بناء وتهيئة الطرقات، وبناء وتهيئة الأرصفة، ثم بناء وتهيئة ممرات الراجلين، إلى جانب تصريف مياه الأمطار، وكذا إصلاح وتجديد الإنارة العمومية، ووضع علامات التشوير الأفقي والعمودي، بالإضافة إلى تهيئة المساحات الخضراء للطرقات والساحات.
وقال الحيا، إن طول الشوارع والطرقات في الدار البيضاء يبلغ 5500 كلم وهو ما يعادل الذهاب إلى أكادير بعشر مرات، ويعكس الصعوبة التي تعترض جماعة الدار البيضاء لتهيئة جميع هذه الشوارع والطرقات والبدء فيها مرة واحدة، وبالتالي فإن تنفيذ ذلك يتطلب مراحل عديدة لتنفيذه، محيلا على أن هذه الشوارع والطرقات هي ملك لكل البيضاويين دون تمييز.
ووفق نائب العمدة ورئيس مقاطعة مولاي رشيد لولايتين، فما يلزم هو تخلي الساكنة عن عقلية الرقي بـ”الحي” إلى الرقي بـ”المدينة” ككل، مشيرا إلى أن تهيئة البنى التحتية في العاصمة الاقتصادية حظي بـ11 مليار درهما من بين 33,6 مليار درهما جرى تخصيصها في إطار الاتفاقيات العشر التي وقعت أمام الملك محمد السادس للنهوض بالمدينة وجعلها قطبا ماليا قويا، فيما حظي قطاع النقل والتنقل بميلغ 16 مليار درهما تهم إنجاز خطوط ترامواي بطول 85 كلم.
وكان الملك محمد السادس أشرف يوم 26 شتنبر 2014، على حفل إطلاق مخطط تنمية جهة الدار البيضاء الكبرى (2015- 2020)، الذي يروم دعم المكانة الاقتصادية للجهة بهدف جعلها قطبا ماليا دوليا حقيقيا، وتحسين إطار عيش ساكنتها، والحفاظ على بيئتها وهويتها، وبالتالي تحويل هذه الحاضرة المتروبولية إلى فضاء جذاب للعيش والتواصل والازدهار والترفيه في خدمة السكان والمستثمرين والزوار.
ولفت الحيا، الانتباه إلى أنه فضلا عن تهيئة الأرصفة والطرقات هناك مشروعين بارزين أحدهما يهم حفر نفق من الإدارة العامة للمكتب الوطني الشريف للفوسفاط وحتى مدارة “عزبان” والثاني جسر سيدي معروف المتاخم له والذي يمكن رجال الأعمال الوافدين على المدينة عبر مطار محمد الخامس الدولي من الولوج للمنطقة المالية في الحي الحسني بكل سلاسة.
كذلك، أكد الحيا، صباح اليوم الثلاثاء، أن المشاريع التي تهم العاصمة الاقتصادية تنجزها شركة “الدار البيضاء للتهيئة”، التي تأسست في شهر أكتوبر 2008 بمقتضى مرسوم وزاري بعد المصادقة على المخطط المديري للتهيئة الحضرية للدار البيضاء الكبرى، مشيرا إلى أن الدار البيضاء تتطلع لتكون قطبا ماليا برعاية ملكية ولهذا يلزم العمل على تحقيق الرؤية الملكية بخصوص المدينة الميتروبولية.
وزاد الحيا، المنتمي لحزب العدالة والتنمية وهو نفس انتماء العمدة عبد العزيز العماري، أن المنطقة المالية للدار البيضاء تستعد لاحتضان أكبر مساحة خضراء في المدينة ككل تبلغ 50 هكتارا، متفوقة على حديقة الجامعة العربية التي تبلغ مساحتها 32 هكتارا وتتم تهيئتها حاليا بغلاف مالي قدره 100 مليون درهما (10 ملايير سنتيم).
وألمح الحيا إلى أن الدار البيضاء بتهيئة طرقها تتغيا الحفاظ على الحس البيئي وقد جرى ترجمة ذلك بحواشي المدار الحضري الذي يخترق المدينة على مدى 22 كلم، وقد جرى تقسيم المشروع لشطرين أحدهما أنجزه مجلس المدينة والثاني كلفت به شركة “الدار البيضاء للتهيئة” مستندة على تصاميم ورؤية المجلس الجماعي للحاضرة الأكبر في المغرب.