مؤسسة محمد السادس تقدم رؤيتها الاجتماعية الجديدة في لقاء تواصلي مميز بثانوية سيدي عبد الرحمان التأهيلية بمراكش
في أجواء مفعمة بروح الانتماء والمسؤولية، احتضنت ثانوية سيدي عبد الرحمان التأهيلية لقاءً تواصلياً استثنائياً نظمته الوحدة الإدارية الجهوية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، لقاء جاء ليؤكد مرة أخرى حرص المؤسسة على تجديد قنوات التواصل مع أسرتها التعليمية وتقريب مستجدات خدماتها من المنخرطين في الميدان.
منذ اللحظات الأولى، بدا واضحاً أن هذا اللقاء ليس مجرد عرض تقليدي للخدمات، بل هو ملتقى فكري وتفاعلي يجمع بين الإدارة التربوية والأطر التعليمية المختلفة، من أجل استحضار انتظارات الأسرة التعليمية ورسم معالم مرحلة جديدة في العمل الاجتماعي. وقد افتُتحت الجلسة بكلمة ترحيبية لمدير المؤسسة، عبّر فيها عن تقديره للحضور، مؤكداً أن احتضان المؤسسة لهذا اللقاء يعكس إيمانها بدور المدرسة العمومية باعتبارها الفضاء الأول الذي يجب أن يحظى بالدعم والاهتمام.
بعد هذه الكلمة، أخذ رئيس الوحدة الإدارية الجهوية، الأستاذ خالد الدودي، زمام الكلمة ليقدم عرضاً موسعاً كشف من خلاله عن العمق الاستراتيجي للاستراتيجية العشرية (2018-2028)، والتي أصبحت اليوم حجر الزاوية في رؤية المؤسسة لتطوير خدماتها الاجتماعية. وبأسلوب علمي رصين، استعرض المتدخل المكونات الكبرى لهذه الرؤية، مشدداً على أنها تستند إلى تحليل واقعي لاحتياجات نساء ورجال التعليم، وإلى إرادة حقيقية في الارتقاء بمستوى العيش والاستقرار المهني والأسري للمنخرطين.
وقد شكل الجانب الصحي محوراً أساسياً في هذا العرض، حيث أعلنت المؤسسة عن إحداث مراكز صحية جهوية تعنى بالفحوصات السريعة، واقتناء وحدات صحية متنقلة لضمان وصول الخدمات إلى الأساتذة العاملين في المناطق البعيدة، بالإضافة إلى برمجة بناء أربعة مستشفيات وطنية جديدة مجهزة وفق المعايير الحديثة. هذا التوجه اعتُبر من قبل العديد من الحاضرين خطوة نوعية تعكس وعياً متزايداً بأهمية الأمن الصحي للأسرة التعليمية.
أما في الجانب السكني، فقد تم تقديم صيغة جديدة من برنامج “امتلاك” تفتح الباب أمام المنخرطين للاستفادة من عروض مرنة تشمل الأبناك التقليدية والتشاركية، وهو ما اعتُبر جواباً مباشراً على الانتظارات المتزايدة لفئة واسعة من نساء ورجال التعليم الباحثين عن استقرار سكني مستدام.
وفي ما يتعلق بالنقل، تم الإعلان عن تمديد الشراكة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية، بما يتيح تخفيضات معتبرة تصل إلى 40 في المائة على مختلف الرحلات، بما فيها قطار البراق، فضلاً عن إدراج خدمات “سوبراطور” ضمن اتفاقية التسهيلات.
من جهة أخرى، شكل الترفيه والراحة محوراً لاهتمام المتدخل، حيث جرى استعراض برامج تجويد خدمات فنادق “زفير” والنوادي الرياضية “نرجس”، إضافة إلى الإعلان عن مشاريع مراكز اصطياف جديدة بمدن مارتيل والحوزية والسعيدية، وهي مشاريع تروم توفير فضاءات للإستجمام تستجيب لتطلعات الأسرة التعليمية مع ضمان أسبقية الاستفادة لها.
وفي الجانب التحفيزي، أثار تعميم منح التميز اهتمام الحاضرين، حيث أصبحت تشمل كل أبناء المنخرطين الحاصلين على ميزة “حسن جداً” في امتحانات الباكالوريا، بعدما كانت مقتصرة على 500 مستفيد فقط. كما تم الكشف عن برامج دعم تربوي موجّه للأطفال في وضعيات صعبة وللأطفال المتابعين للتعليم الأولي، في خطوة تعزز الدور الاجتماعي للمؤسسة داخل محيطها المجتمعي.
كما تطرق اللقاء إلى الرفع من الدعم المخصص لأداء فريضة الحج، وإلى إطلاق مراكز سوسيو-ثقافية جديدة تحمل اسم “إكليل”، ثم الإعلان عن برنامج “يسير” للقروض الاجتماعية بدون فوائد، وبرنامج “نافذة 2” لتشجيع ولوج الأسرة التعليمية إلى التكنولوجيات الحديثة.
وقد تفاعل الحاضرون بجدية مع ما قُدم، حيث طُرحت مجموعة من الأسئلة الجوهرية والتوصيات العملية التي استمع إليها ممثل المؤسسة بكل اهتمام، مؤكداً أن ملاحظات المنخرطين تُعد جزءاً من عملية التطوير المستمر التي تعتمدها المؤسسة.
واختُتم اللقاء بنقاش مسؤول عكس عمق الوعي بأهمية الدور الاجتماعي للمؤسسة، وبحضور يؤكد أن الأسرة التعليمية كانت وستظل شريكاً أساسياً في كل مشاريع الإصلاح. لقد كان لقاءً غير مسبوق، تميز بالوضوح، بالتفاعل، وبالنَفَس الإصلاحي الذي ينسجم مع تطلعات نساء ورجال التعليم نحو خدمات أكثر جودة وفعالية.