منجم بوظهر… موتٌ متكرر في “جبل الشيطان” وأسئلة معلّقة حول مسؤولية الدولة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

يتجدد الحزن في إقليم فجيج بعد سقوط عامل آخر ضحية لانهيار داخل منجم بوظهر، أو ما بات يُعرف محليًا بـ“جبل الشيطان”، وهو الاسم الذي يعكس حجم الخطر الذي يهدد حياة عمال المناجم كل يوم، في غياب شروط السلامة المهنية والرقابة الفعلية.

وبحسب المعطيات الأولية، فقد أدّى انهيار مفاجئ لكتلة صخرية داخل المنجم إلى وفاة العامل على الفور، في سيناريو يتكرر باستمرار. فحوادث هذا الموقع ليست جديدة؛ بعضها انتهى بموت فوري، وبعضها الآخر خلّف إصابات خطيرة تطوّرت لاحقًا إلى وفيات، دون أن تتحمل الجهات المسؤولة أي تبعات قانونية أو اجتماعية.

ويُجمع سكان المنطقة والعمال أنفسهم على أن المأساة متواصلة بسبب غياب الحماية القانونية، وانسحاب أرباب المناجم من مسؤولياتهم، في وقت تلتزم فيه وكالة “كاديطاف”، المشرفة على قطاع التعدين، الصمت تجاه شكاوى العمال ومطالبهم الأساسية. فظروف العمل داخل المنجم لا تستوفي أدنى معايير السلامة، والعاملون يواجهون خطر الموت مقابل أجر لا يرقى حتى لظروف العيش الكريم.

هذه الحادثة ليست استثناءً؛ إنها نتيجة طبيعية لسنوات من الإهمال وغياب المحاسبة، حيث يعيش العمال في بيئة محفوفة بالأخطار، بلا تأمين اجتماعي فعّال، وبلا حماية مهنية حقيقية، فيما تجد عائلات الضحايا نفسها بعد الحوادث أمام فراغ قانوني وغياب أي تعويضات عادلة.

ويعيد هذا الحادث المؤلم طرح سؤال المسؤولية: من يحمي هؤلاء العمال؟ ومن يوقف نزيف الأرواح داخل المناجم العشوائية أو غير المراقَبة؟ فإعادة النظر في منظومة الرقابة على قطاع التعدين باتت ضرورة ملحّة، إلى جانب فرض تطبيق صارم لقوانين السلامة، وإقرار تعويضات منصفة لعائلات المتضررين.

جبل بوظهر اليوم ليس مجرد موقع لاستخراج المعادن، بل رمز لمعاناة اجتماعية واقتصادية، ولواقع يختلط فيه الفقر بالخطر، والعمل بالحياة أو الموت. وتبقى الحقيقة المؤلمة واحدة: من دون تدخل فعلي وشامل، سيظل هذا الجبل شاهدًا على مآسي متكررة، وسيتحوّل العمل الذي من المفترض أن يضمن العيش الكريم إلى مخاطرة دائمة بالحياة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.