كشفت مصادر أمنية أن نجاعة الحملات الأمنية التي شنتها لمحاربة الاتجار بالأقراص المهلوسة المهربة من الجزائر، من نوع «ريفوتريل»، دفعت شركات طبية جزائرية، إلى ابتكار «حيلة» لتمويه السلطات المغربية وتسهيل ترويج هذه الأقراص داخل التراب الوطني، عن طريق تغيير لونها من الأحمر إلى الأبيض، وجعل شكل صفيحتها شبيهة ببعض الأدوية المغربية الشهيرة. محددة بداية انتشار هذه الأقراص المهلوسة الجديدة بالعديد من المدن المغربية، منذ ما يقل عن شهرين، أي بعد فترة كساد شهدتها تجارة أقراص «بولة حمراء» واختفائها، بسبب الحملات الأمنية المتواصلة ضد مروجيها، وهو ما قدم اعتقادا إيجابيا عن نجاح العمليات الأمنية في التصدي لهذه الأقراص التي تحملها العديد من الدراسات مسؤولية ارتفاع مستوى الجريمة بالمغرب، إلا أن المسؤولين الأمنيين سيكونون أمام مفاجأة من عيار ثقيل، عندما سيحجزون بعد إيقاف بعض تجار المخدرات، أقراصا طبية بيضاء اللون، سيتبين عند تفحصها أنها نفسها أقراص «ريفوتريل» الشهيرة، عدل لونها إلى الأبيض من قبل الشركة الطبية المصنعة، حتى لا تثير انتباه المصالح الأمنية المغربية.
كما أوضحت المصادر أن شكل الصفيحة الجديدة لأقراص «ريفوتريل» صنع بشكل متقن، يجعلها شبيهة إلى حد ما بأدوية مغربية شهيرة من مثل أقراص «أسبيرين»، من قبيل اللون الأبيض للصفيحة وكتابة اسم القرص بعبارات فرنسية صغيرة باللون الأسود، ما سيجعل حاملها يوهم الجميع، أن الأمر يتعلق بأدوية مغربية، الأمر الذي يصعب من مهام عناصر فرق مكافحة المخدرات.
كما شمل التعديل، حسب المصادر دائما، الرفع من عدد الأقراص في الصفيحة الطبية الواحدة، إذ بعد أن كانت صفيحة واحدة تحمل 7 إلى 10 أقراص مهلوسة، ارتفع العدد في المنتوج الجديد إلى 15 قرصا، ما يعني إغراق السوق المغربية بهذه المواد المحظورة، وأيضا تشجيع مروجي المخدرات على اقتنائها سيما أنها ستحقق لهم أرباحا مالية مهمة، خصوصا أن ثمن القرص الواحد يبلغ 50 درهما ويمكن أن يصل إلى 60 درهما.
موضحة أن هذه المستجدات تكشف أن الجزائر، دخلت في لعبة خطيرة ضد المغرب، خصوصا بعد أن عممت وزارة الداخلية مذكرة على السلطات الترابية والأمنية في مختلف المناطق، تطالب فيها بالحزم في التصدي لترويج واستهلاك الأقراص الطبية المخدرة المهربة من الجزائر، وذلك بناء على دراسة أنجزتها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، اشارة فيها أن من بين أهم أسباب ارتفاع جرائم الاعتداء بالسلاح الأبيض والقتل والاغتصاب خلال السنوات الأخيرة، هو تعاطي فئات مختلفة من المغاربة للأقراص المهلوسة الجزائرية.