أ ف ب
ندد الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولا ساركوزي الذي وُجه اليه الاتهام في اطار التحقيق حول شبهات بتمويل ليبي لحملته الانتخابية في 2007، بالتشهير الذي يتعرض له وقال في إفادته امام القضاة ان الاتهام لا يستند الى دليل مادي.
وجهت الى ساركوزي البالغ من العمر 63 عاماً مساء أمس الاربعاء 21 مارس، تهم “الفساد السلبي” و”مخالفة القانون في تمويل حملة انتخابية” و”التستر على أموال عامة ليبية”، مع تسارع مجريات القضية الجاري التحقيق فيها منذ نحو خمس سنوات.
وقال ساركوزي الذي استغرق توقيفه 26 ساعة، في معرض نفيه للتهم، “منذ 11 مارس 2011، أعيش جحيم هذا الافتراء”، وفق ما نقلته صحيفة “لوفيغارو” الخميس. وأضاف “لقد خسرت الكثير جراء هذه القضية. خسرت الانتخابات الرئاسية في 2012 بفارق 1,5%. لقد كلفتني الحملة التي شنها القذافي وزمرته هذا”.
وتابع ساركوزي “تُوجه الي التهم دون أي دليل مادي” بناء على تصريحات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ومقربين منه وايضا أقوال رجل الاعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين، بينما “تبين مرات عدة انه تلقى أموالا من الدولة الليبية”.
وجاء في إفادة ساركوزي “اريد ان أذكركم في ما يتعلق بتقي الدين انه لا يقدم أي دليل على لقائه معي خلال هذه الفترة بين 2005 و2011”.
وتابع ساركوزي “خلال توقيفي على ذمة التحقيق لمدة 24 ساعة، حاولت بكل سبل الاقناع المتوفرة لدي إثبات عدم توافر الظروف الخطيرة والمتطابقة التي تبرر توجيه الاتهام بالنظر الى هشاشة الوثيقة التي كانت محور تحقيق قضائي ونظراً الى الخصائص المريبة وماضي تقي الدين الحافل”.
وأضاف “الوقائع المنسوبة إلي خطيرة وانا مدرك لذلك، لكن اذا كان الامر كما واظبت على ترديده بثبات وباصرار كبير، تلاعبا من الدكتاتور القذافي أو زمرته أو مقربين منه… عندها أطلب منكم حضرات القضاة أن تقدروا مدى عمق وخطورة وشدة الظلم اللاحق بي”.
وكان موقع “ميديابارت” الالكتروني نشر في ايار/مايو 2012 وثيقة ليبية — نسبت الى رئيس الاستخبارات الليبي السابق موسى كوسا — أفادت عن تمويل بحوالى خمسين مليون يورو للحملة، لكن ساركوزي والمقربين منه أكدوا على الدوام انها مزورة.
وقال ساركوزي “من ثم، أكد تقي الدين باستمرار انه لم يسلمني مبالغ نقدية حتى شهر نونبر 2016. أي ثلاثة أشهر تماماً قبل المناظرة الأهم بين مرشحي اليمين. لقد خسرت الانتخابات التمهيدية وتصريحات تقي الدين كان لها دور كبير في ذلك”.
وأكد لوران فوكييه زعيم حزب “الجمهوريون” اليميني وخليفة ساركوزي الاربعاء ان توجيه التهمة “لا يعني انه مذنب”.
ولكن ما هي العناصر الجديدة التي جمعها المحققون وتمكنوا بفضلها من توجيه التهم الى ساركوزي. تقول صحيفة “لو موند” ان عددا من رموز النظام الليبي السابق أدلوا بشهادات تؤكد شبهات التمويل المخالف للقانون.
وأكد تقي الدين نفسه انه سلم ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية في نهاية 2006 وبداية 2007 ومدير مكتبه كلود غيان، ثلاث حقائب تحتوي كل منها على خمسة ملايين يورو من نظام القذافي.
ولكن مسؤولين ليبيين سابقين آخرين نفوا تمويل حملة القذافي الذي استقبله بحفاوة في الاليزيه في 2007، ثم لعب دوراً رئيسيا في الاطاحة به ابان الثورة الليبية التي انتهت بقتله في 2011.
الا ان تقرير مكتب مكافحة الفساد الصادر بتاريخ سبتمبر يشير الى توزيع مبالغ كبيرة بين المقربين من ساركوزي خلال حملة 2007 الرئاسية.
وكشفت التحقيقات كذلك عن عدة عمليات مثيرة للشبهة ولا سيما تحويل نصف مليون يورو تلقاها كلود غيان في مارس 2008