متابعة
بعد الرسالة الملكية الخطية شديدة اللهجة التي سلمها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أعلنت الحكومة المغربية، اليوم الخميس، تجندها التام للرد على الاستفزازات التي تقوم بها جبهة البوليساريو في المناطق العازلة.
وأكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، في الندوة الصحافية التي عقدت بعد انتهاء المجلس الحكومي، أنه في حالة عدم تفاعل الأمم المتحدة، الجهة المعنية بملف الصحراء، فإن المغرب سيكون مطالباً باتخاذ مواقف صارمة للرد على هذه التوغلات العسكرية.
وقال الخلفي: “نحن كلنا، حكومة وشعباً، مجندون وراء جلالة الملك ومدعوون لتحمل مسؤوليتنا، وعلى القوى الدولية العظمى ومنظمة الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة”، مضيفاً: “إذا لم يقع تحمل المسؤولية سنرتب الإجراءات حتى لا يقع تغيير الوضع في المنطقة الموجودة شرق الجدار الأمني الدفاعي”؛ وهو ما يعني أن المغرب يدرس بشكل حازم خيار الرد العسكري في حالة تجاهل تحذيرات الرباط.
وقدم وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إفادة أمام أنظار المجلس الحكومي بعد التحركات المكوكية التي قام بها الأسبوع الجاري، تضمنت وقائع تؤكد تورط جبهة البوليساريو في خرق القانون بالمنطقة العازلة.
وبحسب المعطيات التي قدمها الناطق الرسمي باسم الحكومة، فإن جبهة البوليساريو رفضت استقبال الممثل الخاص للأمين العام، كولن ستيوارت، رئيس بعثة المينورسو، “لأنها وضعت أمامه شرطا: أن يتم استقباله في تيفاريتي أو في بير لحلو، وليس في تندوف بالجزائر”.
وأضاف الوزير أن الواقعة الثانية “هي رسالة من البوليساريو إلى قائد القوة العسكرية في 24 مارس، أبلغت فيها بعثة المينورسو بنيتها إنشاء مواقع عسكرية ثابتة في هذه المنطقة شرق الجدار الأمني الدفاعي”. أما المعطى الثالث، بحسب الخلفي، فيتمثل في التصريحات العلنية للبوليساريو، بتشجيع من الجزائر، بشأن “نقل بعض بنياتها بتندوف إلى هذه المنطقة؛ إذ تم الحديث عما يسمى وزارة الدفاع، وما يسمى رئاسة الجمهورية المزعومة، والأمانة الوطنية، التي قد يتم نقلها من تندوف إلى تيفاريتي وبير لحلو شرق الجدار الأمني الدفاعي”.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن المغرب أطلع الأمين العام على صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية تظهر إنشاء بعض المباني، وقال إن “صورا التقطت في الثامن من غشت أظهرت وجود أساسات في هذه المنطقة، وأخرى ملتقطة في الـ 26 من مارس أظهرت أنه تم استكمال عملية البناء وأن الثكنات العسكرية قائمة هناك. كما تم بناء العديد من المباني في المنطقة منذ شهر غشت حتى الآن”.
وكان بوريطة قد صرح للصحافة عقب مباحثاته مع الأمين العام قائلا: “بتعليمات ملكية سامية، قمت بتسليم رسالة خطية من جلالة الملك إلى انطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، حول التطورات الخطيرة للغاية التي تشهدها المنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية”.
وأضاف الوزير أنه تباحث أيضا مع غوتيريس “الخشية من تدهور الوضع في بئر لحلو وتيفاريتي، أو ألا تتم تسويته كما كان الحال بالنسبة للكركرات”، مشيرا إلى أن الملك محمدا السادس “حرص على التعبير باسم كافة القوى الوطنية الحية بمختلف توجهاتها عن رفض المغرب الصارم والحازم لهذه الاستفزازات والتوغلات غير المقبولة”.
وتابع بوريطة أن الملك حرص على التوضيح لغوتيريس أن هذه الأعمال “تشكل تهديدا لوقف إطلاق النار، وتنتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتقوض بشكل جدي العملية السياسية”.