بشرى عطوشي
في مقال له على الجريدة الإلكترونية الجزائر تايمز بعنوان “هل تنجح المخابرات الجزائرية في تدمير الاقتصاد المغربي وتجعل الشعب يطالب بشكارة حليب؟”، كتب سمير كرم، يحذر المواطن المغربي من لجوء المخابرات الجزائرية إلى زرع الفوضى، وبحثها عن الفرص لتدمير اقتصاد المغرب، حيث شدد وهو المواطن الجزائري الذي افتخر بأنه من جيل ما قبل الثورة الجزائرية، الذي فرح بوضع المغرب لقطار النمو الاقتصادي على السكة الصحيحة، خصوصا بعد غزوه لإفريقيا اقتصاديا، رغم كيد الكائدين (شدد)، على أن مخابرات الجزائر تسعى لتدمير حياة المواطن المغربي وبلده من الداخل، وحذر من السقوط في فخها، علما وأنها ” تتربص بالمنتوجات الفلاحية والصناعية المغربية.” يقول الكاتب.
نحن على علم بما يقوده خصوم المغرب من حملات تدميرية، لن تنتقص البتة، من عزيمتنا وعزمنا على التقدم، والنمو تحت قيادة صاحب الجلالة محمد السادس. فما وصفه كاتب المقال، بأن مقاطعة المواطنين المغاربة لبعض المنتجات، هو فقط تكريس لسعي المخابرات الجزائرية لتحطيم الاقتصاد المغربي.. ليس كما يراه، لأن المواطن المغربي بهذه المقاطعة، يطالب بمراجعة السياسات الاجتماعية، التي تضرر منها، ولا ينتظر إملاءات من أي جهة، فقد عبر في غير ما مرة عن وعيه الكبير وحبه لوطنه.
فمحاولات النظام الجزائري بت الفوضى وزرع الفتنة في المغرب، ستبوء بالفشل، كما حصل بالنسبة لمحاولات أخرى، على غرار دعم الانفصال، ودعم صنيعتها “البوليساريو”، والتطبيل لهذه الأخيرة في المحافل الدولية، بكل بقاع العالم.
فمن ثورة الشعب والملك لطرد الاستعمار إلى تنظيم المسيرة الخضراء لاستكمال الوحدة الترابية بشكل حضاري دون إراقة الدماء…لعبت الروح الوطنية العالية للمواطنين الدور الحاسم في كل المحطات لإفشال مخططات أعداء الوطن وإنقاذه من الكوارث التي سعوا إلى إلحاقها به.
ونقول لكاتب المقال أننا مجتمع انطلق نحو الأمام ولن ينال منه الخصوم مادام متماسكا وعازما على بناء مغرب الوحدة والديمقراطية والتقدم، وراء ملكه محمد السادس الذي قال في خطاب له حين ضرب الإرهاب مدينة الدارالبيضاء في سنة 2003 وبالضبط يوم 29 ماي من تلك السنة: (إن الإرهاب لن ينال منا. وسيظل المغرب وفيا لالتزاماته الدولية، مواصلا، بقيادتنا، مسيرة إنجاز مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداثي، بإيمان وثبات وإصرار. وسيجد خديمه الأول في مقدمة المتصدين لكل من يريد الرجوع به إلى الوراء، وفي طليعة السائرين به إلى الأمام، لكسب معركتنا الحقيقية ضد التخلف والجهل والانغلاق. وهذا ضمن استراتيجيتنا الشمولية المتكاملة الأبعاد، بما فيها الجانب السياسي والمؤسسي والأمني، المتسم بالفعالية والحزم، في إطار الديمقراطية وسيادة القانون. والجانب الاقتصادي والاجتماعي، الذي يتوخى تحرير المبادرات وتعبئة كل الطاقات، لخدمة التنمية والتضامن. والجانب الديني والتربوي والثقافي والإعلامي، لتكوين وتربية المواطن، على فضائل الانفتاح والحداثة والعقلانية، والجد في العمل والاستقامة، والاعتدال والتسامح. وسنظل حريصين، أشد ما يكون من الحرص على نهج السياسات اللازمة، لتفعيل هذه الاستراتيجية، هدفنا الأسمى في ذلك تعزيز كرامة المواطن، وتحصين الوطن وضمان إشعاعه الدولي، بعون الله وتوفيقه.).