متابعة
أثارت قضية “حجاب” الطالبة المغربية،مريم بوجيتو (19 عاما)، رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون، جدلا واسعا في فرنسا،خاصة بعد تعبير وزير الداخلية عن “صدمته” من رؤية هذه المسؤولة عن نقابة طلابية بالحجاب وعلى تلفزيون فرنسي،حيث قال -في مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الفرنسية يوم 19 ماي الجاري- إنه “أمر صادم”.
واعتبر الوزير أن الفتاة مختلفة عن المجتمع الفرنسي، “هذا الأمر يؤكد أنه من اللازم علينا أن نظهر النموذج الذي نسعى إليه.. من الواضح أن هناك نية لدى المسلمين الشباب لخوض معركة ثقافية، هل يسعى المسلمون في نهاية المطاف للتكامل مع النموذج الثقافي الفرنسي؟”.
وربط الوزير الفرنسي بين موضوع مريم والشباب المتأثر بأفكار تنظيم الدولة بقوله “لدي شكوك، أظن أن بعض الشباب قد يميلون للاقتناع بنظريات تنظيم الدولة، لا بد من حوار ثقافي موسع لكي نصل إلى إسلام عصري يتصدى للإسلام الرجعي،فيما اعتبرت وزيرة الدولة المكلفة بالمساواة بين الرجال والنساء مارلين شيابا الأمر “إسلاما سياسيا”.
بذلك أصبحت الطالبة مريم فجأة موضوع جدل ونقاش واسع في وسائل الإعلام المختلفة وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وتحولت قصتها إلى قضية سياسية وثقافية خاض فيها حتى السياسيون والوزراء.
و يبدو أن وزير الداخلية لم ينصدم لوحده بعد ظهور مريم بالحجاب بل هي كذلك بدورها صدمت لتصريح الوزير بحقها، حيث وصفته بالخطير والعنيف، إذ قالت في حوار لموقع “بوزفيد نيوز” نشرته يوم 20 ماي الجاري إنها لم تكن تنتظر أن تتحول قصتها إلى قضية دولة، وأشارت إلى أن حجابها لا علاقة له بالسياسة وهو يتعلق بإيمانها الشخصي “حجابي ليس رمزا سياسيا”.
ورفضت مريم ربط الوزير بين حجابها والشباب الذين ينجذبون إلى تنظيم الدولة، وقالت إن الأمر يتعلق بتربية الشخص، فكلما منحت الفرص للشباب كي يدرسوا ويذهبوا إلى الجامعة ويشكلوا آراءهم الشخصية، فلن يكون هناك مخاوف من وجود شباب يتجه نحو التطرف.
وقالت مريم في حوارها “أنا مواطنة فرنسية، أزاول دراستي في مؤسسات لائكية وعامة، وحجابي هو اختيار شخصي ارتديته عن قناعة دينية، لكن في إطار احترامي للقانون الفرنسي وللآخرين، ومن هذا المنطق لم تكن هناك حاجة لطرح هذا النقاش”.
وفي مقابل المنتقدين لظهور الفتاة المحجبة على قناة تلفزيونية فرنسية، رفض الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا (جامعة السوربون بباريس) ما اعتبره خطاب الكراهية الذي يتحدث به بعض السياسيين الفرنسيين والشخصيات العامة، وجاء في بيان أصدره أنه “إذا كانت مريم تتعرض للانتقاد، فلأنها امرأة مسلمة ترتدي الحجاب ولأنها أيضا طالبة لها مسؤوليات نقابية”.
وتجدر الإشارة إلى أن قصة مريم تفجرت قبل أكثر من أسبوع بعد ظهورها في مقابلة على القناة التلفزيونية الفرنسية “أم6″، حيث تسببت في ردود فعل كثيرة، فبعض الفرنسيين لم يرق له رؤية فتاة مسلمة ترتدي الحجاب وهي تتحدث باسم نقابة طلابية على شاشة تلفزيون فرنسي، في حين رأى البعض الآخر أن الأمر لا يحتاج إلى بلبلة لكون الفتاة مندمجة في المجتمع الفرنسي واستطاعت بكفاءتها أن تترأس النقابة الطلابية.