تحسب هيئة المهندسين التجمعيين موطنة لمسار الثقة الذي يراهن عليه حزب التجمع الوطني للأحرار في بناء نموذج تنموي جديد، وبالتالي، فهو يجسد الدعوة المولوية إلى إشراك المؤسسة الحزبية إلى جانب المجتمع المدني، في تجاوز النموذج التنموي الذي اعتمد في صناعة التنمية الوطنية، وأظهر اختلالات في الإستثمار المجالي للتنمية بمختلف جهات المملكة، ويبوب بحسب التصور الذي يحمله نفس الحزب الأولويات القابلة للتحقق، والقابلة للإستغلال والترجمة في تجليات الواقع اليومي السياسية والإقتصادية والتقدم في تجليات الوضع الإجتماعي المتسم بتعقيدات الإختلالات المسجلة على هذا المستوى الذي يحتاج إلى إنتاج الأفكار انسجاما مع تلك القيم التي تمثل جوهر الفعل الممارس للسياسة ضمن مستواه الإجتماعي المتفتق عن التفاعل الإيجابي مع الإنتظارات من هذا الفعل.
ضمن هذا التوجه، تنتصب هيئة المهندسين التجمعيين، المترتبة عن الجمع العام التأسيسي بمدينة بوزنيقة في14 مايو من السنة 2017، والتي اعتبر تأسيسها عضو المكتب السياسي للحزب، أنس بيرو، يأتي في سياق الدينامية التي يعيشها الحزب، والتي تهدف للترسيخ لثقافة التنظيم المهني الهادف لإعطاء القيمة المضافة، حسب القطاعات والمهن، وحيث أوضح بأن القيمة الثابتة للمهندسين التجمعيين داخل الحزب، الذين أضحى لهم تنظيم خاص، من المؤكد أنه سيحمل قيمة ثابتة، وسيساهم من موقعه في إغناء الحضور الوازن للمهندسين التجمعيين، خصوصا، وأن تأسيس الهيئات المهنية يأتي في سياق الدينامية التي يعشها حزب التجمع الوطني للأحرار، ضمن إطار خلق المنظمات التجمعية الموازية، وسبق وأن تم تدشينها بتأسيس هيئة المحامين التجمعيين أبريل نفس السنة 2017.
وباعتبار الحمولة السياسية لهيئة المهندسين التجمعيين، والتي يمكن رصدها في الإطارات العامة للدينامية الحزبية التي تعتمدها استراتيجية الحزب في سياق التوجهات الجديدة التي ضخها رئيس الحزب عزيز أخنوش منذ انتخابه، وعمل على ملائمتها مع الأفكار الكبرى التي تأسس عليها الحزب، وأصبح يقدم لها مرتكزات في العملية السياسية لحزب التجمع الوطني للأحرار، (الإلتزام- المسؤولية- المواطنة)، وتدأب الهيئة على ائتلاف واتساق واتفاق مدلولها السياسي مع المدلول التنموي الإجتماعي، من وعي أن الإلتزام والمسؤولية والمواطنة، أكبر وأكثر من مجرد شعار، هي الأرضية التي تحمل ثوابت الإنشاء والتكوين والإقامة للمشروع التنموي الجديد الذي يروم تغطية كل احتياجات الدولة الصاعدة من أجل ترصين المكتسبات على اعتبار أن أي عملية لا تنهض من فراغ أو على فراغ، ومطابقة ومجاراة هذا النموذج التنموي لتصور الإنتقال الذي تبقى الهندسة بفروعها وتوجهات اهتماماتها ما يعكسها ويبلور أهدافها ويوطن البناء، بناء نموذج تنموي في اشتماله وخصائص استثناءاته.