فاجأت المملكة العربية السعودية، المحللين السياسيين شأن المراقبين الدوليين بعد الهجوم المباغث الذي شنته قواتها معية دول التحالف على الحوثيين باليمن، الذين استهوتهم حسابات التآمر على حكومة اليمن الشرعية.
تكمن المفاجأة الكبرى في قدرة القادة العسكريين السعوديين في انتهاج سياسة التكثم والتوهيم، والتظاهر بمظهر الدولة غير المستعدة حتى للقيام حتى بأبسط المناوشات على جماعة الحوثي المسلحة بالجارة اليمنية، التي تلقت الدعم اللوجيستي من إيران التي أرادت أن تخوض مع الشعوب العربية حربا بالوكالة، مما سيجنبها وفق هذه الإستراتيجية الخسارة المادية والبشرية.
الجرأة التي نفذت بها العسكرية السعودية هجومها لدحر الحوثيين باليمن، تأخذ قوتها وفاعليتها من تدخل قوات دول الخليج في البحرين لاستعادة استقرار دولة البحرين، أشهرا قبل تحركات عاصفة الحزم، التي حققت إنجازات على جغرافية اليمن، من خلال تنشيط الطلعات الجوية التي تكشف عن استنتاج أساسي، هو اقتدار دول الخليج على لعب الأدوار الوازنة في محاربة خفافيش الإرهاب في كل بؤره التي تشيطن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، ما سيدفع بالضرورة إلى اغتيال الفرص لتشكيل قوة عربية/ إسلامية، قادرة على مواجهة المد الشيعي الطائفي بالمنطقة العربية.
نتائج الأيام القليلة الماضية عن بدء عمليات عاصفة الحزم، و؟إن كان بعض المحللين يتحدثون عن امتداد زمن المعركة سنوات قادمة، تكشف عن نقط ضوء عجزت سياسات الموائد والخطابات الإحتفالية التي لم تكن تسفر عن عوالم خرافية، سرعان ما تتبخر قراراته، لتؤول إلى أمنيات دون استطاعة تفعيلها على أرض الواقع، وهي عبارة مؤشرات منها:
– عودة المنظومة العربية/ الإسلامية إلى عمقها التاريخي المتصالح مع شروط التاريخ، انطلاقا من استثمار النجاحات والمسببات التي عول عليها لبناء الدولة العربية سلفا، في إطار رد الفعل لسياسة الفرس المنشغلين حاليا بامتداد سيطرتهم المذهبية على والعسكرية، من خلال خلق بؤر التوتر يلعب فيها العنصر المتشيع محور دولاب تحريك الأزمات واستنساخها، اعتمادا على تصور مذهبي ينبني على ” التقية ” التي يبدي فيها المتشيع دينيا عكس ما يبطن،.
– من المؤشرات المضنية في هذه الخطوة غير المسبوقة، تتمثل في عزم القوة العسكرية العغربية/ الإسلامية، عن تحرير الخريطة العربية من تشوهات الطائفية، التي تغذيها بعض الحركات المتأسلمة، والمتوجهة في فهم النص الديني وجهة معاكسة لما يخدم القضايا العربية، مادامت لم ترتد شعوب المنطقة جبة التشيع كمذهب طائفي يقوم على توظيف الخرافة العقدية التي تخدم مذهب التشيع بكل تمفصلاته.
– يبقى المؤشر الثالث، يزكي ويدعو إلى تشكيل جيش عربي/ إسلامي يصون المنطقة من سلبيات المحاور والتقاطب التي لم يجن منها العرب إلا الجمود المطلق سياسيا وتنمويا.
وبعد عاصفة الحزم، لم يبق في الساحة ما يبرر التقوقع، وعدم التصنيع التكنولوجي الذي يستفيد في أكثر من مرحلة.