ضمن سياق النهوض بالبنية الإستقبالية وتشميل التعليم الأولي، لاسيما، بالعالم القروي، يتم في المستقبل المنظور بإقليم الحسيمة، إحداث أقسام متعلقة بهذه المرحلة التعلمية الأولية، حيث من المتوقع أن تستفيد جماعات قروية خاضعة للنفوذ الترابي للإقليم من برنامج إنشاء أقسام للتعليم الأولي، ويغطي في إطار المرحلة الأولى من الشروع في إنزاله من لدن المجلس الإقليمي للحسيمة، جماعات كل من: أيت يوسف وعلي، آيت قمرة، بني بونصار، وشقــــران، وذلك، في أفق تطويله وتمديده على باقي تراب نفس الإقليم، تفيد المعلومات التي ساقها “بام” في شأن إمضاء نفس البرنامج.
ويأتي برنامج ابتناء أقسام التعليم الأولي بالإقليم، مندرجا في إطار تشديد التوجيهات الملكية على النهوض بالتعليم الأولي، خصوصا، الرسالة الملكية التي وجهها جلالته إلى المشاركين في أشغال “اليوم الوطني حول الطفولة” المنعقد بمدينة الصخيرات في 18 من يوليوز 2018، وضمن سياق الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين 2015- 2030، وجاءت الرسالة الملكية كما أوردت ذلك (تجسيدا للعناية الفائقة التي ما فتئنا نوليها لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي،التي نعتبرها رافعة للتنمية المتوازنة وعماد تأهيل الرأسمال البشري)، ومبينة عن جلالته، (أهمية التعليم الأولي في إصلاح المنظومة التربوية، باعتباره القاعدة الصلبة التي ينبغي أن ينطلق منها أي إصلاح، بالنظر لما يخوله للأطفال من اكتساب مهارات وملكات نفسية ومعرفية، تمكنهم من الولوج السلس للدراسة، والنجاح في مسارهم التعليمي، وبالتالي التقليص من التكرار والهدر المدرسي)، ومجدية نفس الرسالة الملكية في نقس السياق، (أن هذا التعليم لا يكرس فقط حق الطفل في الحصول على تعليم جيد من منطلق تفعيل مبدأ تكافؤ الفرص، وإنما يؤكد مبدأ الاستثمار الأمثل للموارد البشرية، باعتباره ضرورة ملحة للرفع من أداء المدرسة المغربية)، مبرزا جلالته بأنه (لرفع تحدي إصلاح المنظومة التربوية، فإن التعليم الأولي يجب أن يتميز بطابع الإلزامية بقوة القانون بالنسبة للدولة والأسرة، وبدمجه التدريجي ضمن سلك التعليم الإلزامي، في إطار هندسة تربوية متكاملة).
في هذا الإطار يتنزل برنامج إنشاء أقسام التعليم الأولي بإقليم الحسيمة، وينخرط في تسويغه وإجازته المجلس الإقليمي للحسيمة الذي يرأسه إسماعيل الرايس، من خلال تخصيص بحسب المعلومات التي وفرها “بام”، ما يقترب من 450 مليون سنتيما لتنفيذ البرنامج الذي يعتني بتوفير البنية الإستقبالية للملتحقين في إطار الصفة “الإلزامية” بالتعليم الأولي، واصطف مستواه ضمن مستويات العناية الإجتماعية بالأم والطفولة، في اللقاء التواصلي الذي عقد برئاسة عامل الإقليم فريد شوراق، في 4 من نونبر هذه السنة 2019، للتحسيس بأهمية تنمية الطفولة المبكرة، ويدخل في إطار الحملة الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة المبرمجة فعالياتها ضمن المرحلة الثالتة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وحضره رؤساء الجماعات الترابية بالإقليم ورؤساء المصالح الخارجية والجمعيات الفاعلة في مجال الطفولة وأطباء مختصين في المجال، وتم خلاله مناولة المرتكزات الأساسية لتنمية الطفولة المبكرة بالإقليم، بحسب ما وفت به مصادر إعلامية حول اللقاء، والتي ساقت عن عامل الإقليم، فريد شوراق، التأكيد على ضرورة تعميم الولوج إلى تعليم أولي ذي جودة بالعالم القروي، عبر إحداث وحدات للتعليم الأولي، والقيام بفحوصات دورية لكل الأطفال بالمدارس.