يعيش العالم اليوم في سياق خاص مع جائحة كوفيد-19. ترافقت الأزمة الصحية بسرعة كبيرة في العديد من البلدان بأزمة اجتماعية واقتصادية، ولا سيما نتيجة للحجر الصحي وتوقف نشاط العديد من القطاعات الاقتصادية. لقد تفاعل المغرب بالفعل بمجموعة من التدابير الاستثنائية الاستباقية والشجاعة، للدعم والمرافقة، ولا زال يواصل دراسة الحلول المختلفة المتاحة له في مثل هذه الظرفية الصعبة، للتقليل من تداعيات هده الأزمة على القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الوطني.
ووعيا بأهمية آثار هذه الأزمة على النسيج الاقتصادي لجهة مراكش آسفي وللمساهمة في الدينامكية الوطنية، تعبأ كل من ولاية جهة مراكش اسفي، المركز الجهوي للاستثمار مراكش-آسفي وجامعة القاضي عياض مع إسهام جل الباحثين بالجامعة، لإطلاق دراسة ما بعد جائحة كوفيد-19 لحفظ وتنشيط الاقتصاد والاستثمار في هذه الجهة.
الهدف من هذه الدراسة له شقين:
– تحليل تأثير جائحة كوفيد- 19 على اقتصاد جهة مراكش آسفي، وتحديد التحديات الرئيسية والهيكلية ، وخاصة بالنسبة للتشغيل، والمقاولات الصغرى والمتوسطة، والقطاع الغير الرسمي والقطاعات الاقتصادية الرئيسية، حيث ان الهدف هو تقييم التأثير الاستراتيجي من اجل إرشاد عملية صنع القرار لدى الجهات الفاعلة في التنمية في الجهة.
– اقتراح خطة ناجعة لحفظ وتنشيط الاقتصاد والاستثمار في الجهة، وتقديم حلول ملموسة يمكن تطبيقها على الفور أو على المدى المتوسط على مستوى الجهة. يجب أن تكون هذه الحلول جزءًا من صلاحيات الجهة وفعالياتها، وأن تكون مكملة ولكن غير متكررة أو متناقضة مع الحلول التي تقدمها الدولة على المستوى الوطني.
إن إلحاحية الموقف تتطلب بداية سريعة لهذه الدراسة، والتي يجب أن تبدأ في أوائل مايو. على سبيل التذكير، أنشأت ولاية مراكش آسفي والمركز الجهوي للاستثمار منذ بداية هذه الأزمة الصحية خلية لليقظة الاقتصادية خاصة بكوفيد-19، بالشراكة مع مختلف القطاعات والإدارات الجهوية (السياحة، الزراعة، الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب فرع مراكش آسفي، الضرائب، وما إلى ذلك) مما يسمح بالتتبع اليومي للأثر الاقتصادي لهذه الأزمة على المستوى الجهوي.
ووضعت جامعة القاضي عياض بدورها استراتيجية لتوجيه البحث العلمي نحو جائحة كوفيد -19 وانعكاساتها على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية. الهدف هو المساهمة في الديناميكيات الوطنية و الجهوية، لتقديم إجابات على الأسئلة المتعلقة بتحليل انتشار الوباء وفهم أبعاده المختلفة في المغرب بشكل عام وفي جهة مراكش آسفي على وجه الخصوص.
ويبقى الطموح هو تعزيز الإرساء الجهوي للجامعة من خلال تطوير الحلول المناسبة لإدارة فترة ما بعد الوباء بشكل أفضل، والسماح بالانتقال إلى نموذج التنمية المستدامة والمندمجة.