تمكنت مصالح الدرك الملكي، التابعة للمركز الترابي “المكانسة”، ضواحي البيضاء، من توقيف شخص متهم باغتصاب أزيد من ثلاثين امرأة، ضمنهن متزوجات وقاصرات، منهية سلسلة من الاعتداءات الجنسية البشعة، التي كان المشتبه فيه ينفذها بمكر ودهاء، بعد استدراج فرائسه.
وبينما أحيل المتهم، أول أمس الاربعاء 30 أبريل، على بالوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالبيضاء، مازالت بعض ضحاياه مشتتات بين مناطق المدينة المليونية وأطرافها، إذ أن الأبحاث التي بوشرت معه، وقفت على أنه مبحوث عنه لدى الأمن الوطني بعين الشق، بموجب ست شكايات، مجموع ضحاياها تسع نساء.
وحسب جريدة “الصباح”،فإن عملية التفتيش الدقيق لحاجيات المتهم، أسفرت عن العثور على هويات وصور فتيات أخريات، أقر عند مواجهته بها، واعترف أن مصيرهن كان من مصير الأخريات، وأنهن استدرجن إلى منطقة خلاء بالمكانسة، حيث اعتدى عليهن جنسيا مستغلا جنح الظلام، وحالة الخوف التي تنتاب فرائسه، كما أقر أن بعضهن انخرطن تلقائيا في تلبية رغباته.
وفي تفاصيل الواقعة، حسب نفس المصدر فأن المتهم استعان بـ “فيسبوك” لرمي الطعم للضحايا، مدعيا أنه يبيع الهواتف المحمولة، كما يعرض صور أنواع جيدة منها، بأسعار مغرية، ويتجنب الرد على طلبات الذكور، ليختار الفرائس.
وأثناء الدردشة، يعمل المتهم جاهدا على استمالة الضحية، إذ يتعامل بدهاء مع الحالات التي تطلب اقتناء الهاتف، ودفع الثمن أقساطا، أو إنقاص المبلغ وغيرها، كما يدفع الضحية لتحديد موعد للقائه، سيما أنه يقدم نفسه على أنه يتوفر على سيارة، ويمكنه أن يخفف العبء عن الضحية، إذ عوض انتقالها إلى محله، ينتقل هو للقائها في مكان تحدده.
ورغم وضع شكايات ضده، وفراره في زمن الحجر الصحي، من حاجز أمني، ظل المتهم بعيدا عن الإيقاف، إذ لم تكن المواصفات التي تدلي بها الضحايا تكفي لتحديد هويته بدقة، ناهيك عن عدم تمكن أي واحدة من تسجيل رقم سيارته، فيما ضحايا أخريات فضلن عدم وضع شكاية، وضمنهن متزوجات. وضمن آخر ضحاياه فتاة جلبها من الدروة، رفقة صديقتها، ليضطر إلى مهاتفة شريكه، فالتقياهما مساء، بعد الخروج من العمل، بإحدى الشركات بالمنطقة، فتبين أن إحدى الفتاتين قاصر، ورغم ذلك، ساقاهما إلى المنطقة الخلاء التي خبراها جيدا، وهناك تم اغتصابهما تحت التهديد.
وأثناء الاستماع إلى تصريحاتها، أكدت أن المتهم ضرب معها موعدا مساء، عند إنهائها للعمل، وأنه أخبرها بتوفره على محل للهواتف بمنطقة لمكانسة، وعندما أخبرته أنها لا تستطيع الذهاب هناك بسبب البعد وعامل الليل، طمأنها مخبرا إياها أنه يتوفر على سيارة، وسيحضر لها بعض الهواتف لتختار، فالتقيا قرب مركز تجاري تركي معروف.
واستعانت عناصر الدرك بما ذكرته الضحية في تصريحها، لتنتقل إلى المركز التجاري وتستعين، في أبحاثها، بشريط كاميرا المراقبة، ليتم التأكد من السيارة، ومعاينة ركوب الضحية وصديقتها، وعن طريق لوحة الترقيم، تم الاهتداء إلى المتهم، وإيقاف شريكه، بينما حررت مذكرات بحث عن متهمين آخرين شاركاه جرائمه في مناسبات سابقة.