أضحت مدينة الصويرة تتوفر على مجلس جماعي للطفل كهيئة تمثيلية مخصصة للطفل بالمدينة، وانشغالاته وطموحاته وانتظاراته، وذلك عقب جمع عام انتخابي نظم يوم أمس السبت.
وبهذه المناسبة، نظم حفل تحت شعار “الصويرة مدينة صديقة للأطفال”، بمقر المجلس الجماعي، عقب التأسيس لهذا المشروع من قبل جمعية “بيتي” بحاضرة الرياح، بشراكة مع المجلس الجماعي وبدعم من سفارة فرنسا بالرباط، وبمساهمة من فاعلي المجتمع المدني المحلي.
ويعد هذا المجلس، الذي يتألف من 13 طفلا غالبيتهم من الإناث، ثمرة جهود مبذولة لإرساء هيئة تمثيلية للطفل بمدينة الصويرة، يسيرها ممثلوها من الجمعيات المحلية، قصد تقوية آليات المشاركة المواطنة الفاعلة، والاستجابة لانتظارات هذه الفئة من المجتمع، والنهوض بمبدأ الديمقراطية التمثيلية والتشاركية في تدبير الشأن المحلي، لاسيما قضايا الطفولة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس جماعة الصويرة، هشام جباري، أن هذه التجربة الفريدة والأولى من نوعها على مستوى إقليم الصويرة، تعتبر بمثابة إرساء حقيقي لثقافة المقاربة التشاركية في تدبير الشأن المحلي، وفق هيئات استشارية محلية، وبالتالي توسيع نطاق الحوار والتشاور وتقديم المقترحات والآراء بخصوص شؤون وقضايا فئة مجتمعية ذات أهمية بالغة.
وذكر جباري أن هذه المبادرة تأتي التزاما بمقتضيات دستور المملكة وإعمالا للتوجيهات الملكية السامية، وتماشيا مع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وذلك من أجل تشجيع الطفل على الاهتمام بالشأن المحلي والتواصل مع المسؤولين لإيصال اقتراحاته للجهات المسؤولة.
وأشار إلى أن عملية الانتخاب “تمت في ظروف جيدة وشفافة ووفق مقاربة تشاركية نزيهة، مع إجراء عملية انتخاب مجلس الطفل على مستوى جماعة الصويرة، بمبادرة من جمعية بيتي وبإشراف المجلس الجماعي وبتعاون مع سفارة الجمهورية الفرنسية وبمشاركة فعاليات المجتمع المدني المحلي”.
وأبرز أن “هذه التجربة ستتيح إشراك كافة الفعاليات المعنية بشؤون الطفل على المستوى المحلي للانضمام إلى هدف نبيل انتظرناه كثيرا يتمثل في إخراج هذا المشروع الديمقراطي الواعد إلى حيز الوجود على مستوى جماعة الصويرة”.
ويتعلق الأمر بـ”آلية من آليات الحوار وفضاء مناسبا للطفل للتعبير عن طموحاته وتعزيز الانتماء والتربية على المواطنة، وهي فرصة لطرح ومناقشة القضايا التي تخص الطفل والطفولة، وفرصة سانحة من جهة أخرى لتبادل الرأي والتجارب بين أطفالنا وأطفال آخرين قصد الاطلاع على القضايا التي تهم الطفولة”.
وأكد المسؤول الجماعي أن جماعة الصويرة بجميع مكوناتها، لها إرادة حقيقية في تفعيل الآليات التشاركية الحقيقية، لترسيخ ثقافة الحوار والتشاور، وأن هذه الأخيرة تؤمن بأهمية خلق فضاء مناسب وملائم لإسماع صوت الطفل، وبث روح التواصل فيما بينهم من جهة وبين الأطفال والمسؤولين.
وخلص جباري إلى أن “إحداث مجلس الطفل هو بمثابة مكسب يستوجب المحافظة عليه لتمكين الطفل من المساهمة في تدبير الشأن المحلي”.
من جهته، أكد منسق جمعية “بيتي” بالصويرة، حسن القادري، أن إحداث مجلس جماعي خاص بالطفل يأتي في سياق تكريس المشاركة التي تشكل أحد الحقوق الأساسية المحددة في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وبروتوكولاتها التكميلية.
وأضاف القادري أن هذا المشروع الطموح يعد ثمرة شراكة ومبادرة مشتركة ناجحة بين الجمعية والمجلس الجماعي وسفارة فرنسا بالمغرب ومنظمات المجتمع المدني المحلي، لاسيما تلك العاملة في ميدان حماية الطفولة.
وأشار إلى أن أعضاء المجلس عبروا عن استعدادهم للعمل بشكل مشترك مع مجموع المسؤولين للدفاع عن حقوق الطفل سواء على مستوى مدينة الصويرة، أو على المستوى الجهوي والوطني، وحتى الدولي.
من جانبها، عبرت رئيسة المجلس المنتخب، أميمة بونار، عن امتنانها للمجلس الجماعي والسلطات المحلية وجمعية بيتي وسفارة فرنسا بالمغرب، لجهودهم المتواصلة قصد تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع، مشيدة بالعمل المبذولة من قبل الجمعيات المحلية التي ساهمت في تأسيس هذه الهيئة الجديدة.
وأوضحت أن المجلس سيعنى بتنظيم مرافعات بشأن كافة القضايا المرتبطة بالطفولة في مدينة الصويرة أو على الصعيد الوطني، وذلك استنادا لمقتضيات دستور المملكة، والتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال النهوض بوضعية الطفل والاتفاقيات الدولية في هذا الإطار.
وأشارت إلى أن العمل سينصب على تعزيز تمدرس الأطفال وحمايتهم من كافة أشكال العنف ومساعدة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أو في وضعية الشارع، معبرة عن التزام أعضاء المجلس لإسماع صوت الأطفال الصويريين والدفاع عن حقوقهم لدى المسؤولين والأطراف المعنية.