كشف الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، على أن “أزيد من 100 انفصالي ينتمون لجبهة “البوليساريو”، ينشطون في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” معربا عن حزنه من عدم تعاون الجزائر في مواجهة خطورة هذه المنظمات، إذ “يعد التعاون الأمني الإقليمي شرطا لا محيد عنه من أجل القضاء على التهديد القائم”.
وزاد حبوب، في لقاء له مع مجلة “جون أفريك”، أن هذا “المعطى الثابت يحيل على انخراط عناصر جبهة البوليساريو في المجموعات الإرهابية المصغرة، أو داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” مؤكدا على أنه قد “ثبت أن هناك تأطيرا داخل مخيمات تندوف وتلقينا عقائديا يقوم به أئمة المخيمات، ما يعد أيضا عاملا جعل منطقة الساحل على ما هي عليه اليوم، تهديد للمغرب كما بالنسبة للدول الأخرى”.
وأشار مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن منطقة الساحل تمثل خطرا كبيرا، وتحديا أمنيا مهما بالنسبة للمغرب، وأن هذه “المنطقة تعد اليوم التهديد الإرهابي الذي يرخي بثقله على المملكة والدول المجاورة” وهذا ما يفسر برأيه “الاضطرابات السياسية والسوسيو-اقتصادية التي تشهدها المنطقة”.
وأوضح حبوب في السياق ذاته، أنه “بعد السقوط المتعاقب بكل من أفغانستان وسوريا، وجد التنظيمان الإرهابيان القاعدة وداعش في منطقة الساحل أرضا خصبة”، مردفا “أن هناك، أيضا، تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، بقيادة عدنان أبو الوليد الصحراوي، المزداد في العيون والعضو النشط السابق بجبهة البوليساريو، والذي تبنى خلال سنتي 2016 و2020 عددا من العمليات الإرهابية في المنطقة، وأن الولايات المتحدة تمنح 5 ملايين دولار لكل من يوفر معلومة تتيح تحديد موقعه، في الوقت الذي تسير فيه منطقة الساحل نحو التحول إلى بؤرة للمنظمات الإرهابية”.
وذكر المسؤول الأمني بأن هناك “1654 مغربيا التحقوا بصفوف التنظيم الإرهابي للدولة الإسلامية منذ ظهوره في 2014، وبأن هؤلاء الأفراد تلقوا تكوينا في صناعة المتفجرات وإعداد السموم القاتلة إلى جانب أمور أخرى”، مشيرا “من بين هؤلاء الـ 1654 مغربيا، عاد 270 إلى المغرب، وقام المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمعالجة 137 حالة، أي أننا تمكنا من إحالة 137 شخصا على العدالة، من بينهم، 115 شخصا كانوا ينشطون في المنطقة السورية-العراقية، و14 في ليبيا، فضلا عن ثمانية مقاتلين آخرين أعيدوا إلى المملكة، بتنسيق مع الولايات المتحدة في 2019″.
وأكد حبوب، بحسب المصدر ذاته، أن المغرب ملتزم بشكل ناجع إلى جانب دول أخرى عربية وإفريقية، ودول من قارات أخرى، من أجل محاربة الخطر الإرهابي، وأن الأمر يتم بمشاركة الخبرات، وتبادل المعلومات والتنسيق الأمني المتواصل، فضلا عن التبادل في مجال التكوين، مشيرا و”ليس لأن المغرب يعتبر أحد البلدان الرائدة في مكافحة الإرهاب، فإنه في منأى عن التهديد الإرهابي، أي أنه لسنا أبدا في منأى، وليس هناك بلد في العالم بوسعه ادعاء ذلك”.