ضجة كبيرة تلك التي لحقت لقاح أسترازينيكا البريطاني بشراكة مع جامعة أوكسفورد، حيث لا تزال عدد من الدول تعلن بين الفينة والأخرى توقيفها لاستخدامه في عمليات تلقيح مواطنيها ضد فيروس كوفيد19، بسبب ما رجحوا أنه يتسبب في جلطات دموية أدت إلى وفاة بعض المطعمين به.
لكن في المغرب، استخدام هذا اللقاح الذي يعد رئيسيا في عملية التلقيح الوطنية، لا زال مستمرا، وذلك بعد توصية اللجنة العلمية لكوفيد19، في بلاغها يوم أمس الأربعاء 17 مارس الجاري، حيث أكدت أنه لا داعي لتعليق استخدامه بالرغم من أنها أعلنت رسميا تسجيل حالة واحدة بتخثر الدم.
وفي هذا الصدد، يرى ادريس الحبشي، مهندس وخبير في معهد باستور بالدار البيضاء أن “الضجة الإعلامية و تلك الخرجات السياسية حول لقاح أسترازينكا كانت زوبعة جعلتها بريطانيا في فنجان…!!!…كانت بعيدة كل البعد عن الأسس العلمية المحضة، بل خلفياتها تحكمت فيها جوانب سياسية صرفة ضد بريطانيا، هاته الأخيرة التي استمرت في التلقيح بنفس اللقاح رغم الضجة وكل حالات الضغط و التي كان الخفي منها أكثر من الظاهر…. فتوالت الدول الأوروبية في التوقيف يوما بعد يوم …وانتظار قرار الإتحاد الأوروبي …يا سلام…قرار تكثل قاري ….”
وأضاف الحبشي في منشور تحت عنوان ” أسترازينيكا و سقطة الاتحاد الأوروبي …!!!”، أن الهجوم على “أسترازينيكا” تدخل في إطار ” صراعات البيغ فرما bigpharma التي انطلقت منذ مدة ولكن وصلت أوجها وأصبحت تتحكم في سياسة الحكومات….”، مسترسلا “والاتحاد الأوروبي مازال جرح انسحاب بريطانيا منه ينخره، ناهيك عن نجاح لقاحها وسهولة تخزينه و كذلك نتائجه المهمة بجميع الدول التي اعتمدته”.
و شركة استرازينكا، يستطرد المتحدث، غزت الأسواق بما فيها الأوروبية…ولكن هناك دول أوروبية وخصوصا دول غرب أوروبا هي في مراحلها الأخيرة من تطوير لقاح للتمنيع من فيروس كورونا ومنها فرنسا مثلا”، مبرزا “ولن تجد شركات تلك الدول لها موطئ قدم بعد احتواء السوق من طرف فايزر واسترازينيكا تلك الدول ضدا في بريطانيا ولقاحها سمحت بلقاح سبوتنيك الروسي التي كانت تشكك فيه سابقا، وفي ظرف وجيز تم السماح له بكل التراخيص، بما في ذلك التصنيع بأوروبا الغربية كألمانيا مثلا، ولولا أنها الصين لرخصوا للقاح سينوفارم….!!!”
وتابع الحبشي “للعلم أن بريطانيا قبل الاتحاد عملت دراسة على 17مليون ملقح بجميع الدول التي وزع بها لقاح استرازينكا وخلصت الدراسة بدون عوارض ولا أعراض خطيرة كما نشر آخرون، واستمرت في التلقيح ولم تبالي”، مؤكدا “كانت لها الأجوبة العلمية لذلك قبل اجتماع الاتحاد الأوروبي ونشرتها قبل ذات الإجتماع فوقعوا في حرج من دوافعهم، بعد دراسة بعدية على عينة من 17 مليون ملقح….أمام دفوعات الأوروبيين التي اعتمدت على حالات معدودة موزعة على جميع دول الإتحاد.”.
وعلى مستوى المملكة، شدد الخبير بمعهد باستور، أن المغرب كان مثريتا ومتزنا وغير متسرع، ولم ينجر إلى ذلك الضغط الدولي الأوروبي، ولا إلى الضغط وحملات التخويف والتشكيك، بل استمر في التلقيح بناء على معطياته المحلية من متابعة الملقحين على غرار بريطانيا.”
وأكد الحبشي على أنه “يجب استخلاص الدروس الاستراتيجية من ذلك، لا تمر علينا هاته الأحداث مرور الكرام، لأن الأمر جدي للغاية يتعلق ليس فقط بصحة وحياة المواطنين حاليا، بل مستقبلا”، مضيفا “فإذا كانت تلك الدول المصنعة تعاملت بمنطق تصفية الحسابات السياسية ومنطق الأنانية فيما بينها، فكيف يمكنها التفكير في شعوب الدول النامية والدول الضعيفة…..!!!!…ومنها المغرب بلادنا…..!!!!”
واعتبر الحبشي أن “الآتي أصعب، والاعتماد على الذات هو الأساسي وهو الحل ورغم الصعوبات المحتملة، ولكن ليس بالمستحيل، لأن أمام الصعاب تظهر الطاقات الباطنية، وقد تفاجئ أحيانا بذلك، فيلزمنا فقط القرار… والإرادة… والعزيمة…وانتقاء الطاقات بموضوعية…. وكل شيء ممكن…لأن منذ بداية الجائحة إلى الآن كم واجهنا من الصعاب ومن الإشاعات المغرضة والهدامة داخليا وخارجيا …وكم كانت من السلبية من البعض…وكم كان من التشكيك في كل شيء ومن التآمر الخ…..ولكن عدم المبالاة لذلك….والانخراط… كل من موقعه…وصلنا إلى ماصلنا إليه الآن”.