يعيش المغاربة المحتجزون بمخيمات تندوف على صفيح ساخن بعد تسريب ميزانية جبهة “البوليساريو” الإنفصالية، فلا حديث بين الساكنة غير ما طالعوه من تفاصيل ميزانية التسيير والأرقام الفلكية التي لا يتخيلون وجودها أصلا، فضلا عن قدرتهم على حسابها أو إمكانية التعامل معها مباشرة ولمسها باليد.
وتفاجأت الساكنة التي تعاني الحرمان والبؤس بالميزانية المسربة التي قيل أنها تعنيهم و “صرفت” عليهم، في وقت لا يجدون ما يغطي احتياجاتهم البسيطة ، في مخيمات معزولة تفتقد لكل مقومات وشروط الحياة الكريمة، وفوق ذلك تعاني حصارا مزدوجا من طرف ميليشيات البوليساريو وخلفها الجيش الجزائري الذي يحكم قبضته على المخيمات بحجة الحماية.
وفي ذات السياق أكد “منتدى فورساتين” أن: “حصار ساكنة المخيمات وقلة ذات اليد تدفع بالشباب المعطل إلى الانخراط في أنشطة التهريب والمجالات المحرمة من قبيل الانضمام للشبكات الإرهابية التي تنشط بالمنطقة ، زيادة على التنقيب عن الذهب وما يشوب ذلك من مغامرة غير محسوبة العواقب قد تؤدي في أغلب الحالات إلى القتل بالرصاص أو الحرق كما حدث مؤخرا في حادثة قتل الجيش الجزائري لشباب صحراويين حرقا”.
وأضاف المنتدى على صفحته بفيسبوك أنه “يطلب من الساكنة دعم المقاتلين رغم المعاناة والحصار وانعدام الأفق، وبضرورة الإسهام في تزويجهم مجانا، وتقديم ما لديهم من مؤونة وأموال، مجبرين في أغلب الحالات، وحتى من يعطي عن طيب خاطر أو محرجا ، يقول لنفسه : إذا عمت هانت”.
وأكد المنتدى انه “لم يمض وقت طويل ، لتعرف العائلات الصحراوية بالمخيمات أن الأمر ليس عاما ، وبأن هناك من يعيش بحبوحة من العيش طوال العام ، ولا يتأثر بالتقشف ولا بالحرب، ولا يطلب منه المساهمة في شيء، بل على العكس يتلقى أموالا بسبب وبدون سبب ، فقط لأنه قيادي”.
وأوضح أن الصحراويين بالمخيمات “صدموا من الأرقام التي شاهدوها كتفاصيل لميزانية حكومة البوليساريو، من الأرقام فقط، وهم من يعرفون أن تلك الأموال قادرة على تغيير واقعهم إلى الأفضل ، وهم الآلاف، لكنها توزع بين عشرات من الأشخاص ليستمروا في استعبادهم وقهرهم والتحكم فيهم”.