بعدما استفحل الوضع الانساني بمخيمات المحتجزين بمخيمات تندوف من قبل قيادة ما يسمى بالبوليساريو، الذين وظفهم النظام العسكري الجزائري للتشويش على المغرب، بدأت تخرج نداءات استغاثة من داخل هذه المخيمات تشكو للعالم الظلم الذي يسلطه قادة الجبهة الانفصالية وتجويه المحتجزين وحرمانهم من الاعانات ومختلف الخدمات التي تقدمها بعض المنظمات الدولية للمحتجزين.
وفي هذا السسياق وجه أحد المحتجزين في المخيمات نداء استغاثة لكل العالم. وهو النداء الذى بعث به المعني بالأمر إلى منتدى “فورساتين” لنشره، مع إخفاء هويته، خشية أن يطاله “الحبس والتعذيب” من قبل قيادة الجبهة الانفصالية.
النداء نبه المنظمات التي ترسل المساعدات الانسانية إلى المخيمات إلى أنهم لا يستفيد من تلك الاعانات إلا مليشيات الجبهة الانفصالية المسلحة، ولا يصلهم الا الفتات المشروط بالطاعة والولاء لقادة الجبهة.
وقال نداء الاستغاثة “العالم يعلم بمكاننا، ويعلم بظروفنا، ولا يهمهم من حالنا سوى ما يجمع من فتات لإطعامنا، ويا ليتهم يتأكدون من وصوله الينا، إنهم لا يعرفون حتى أننا نبيع ما تتركه لنا القيادة بعد أخذها لغالبيته، تبيعه لتنفق على نفسها، وما يبقى لنا نقايضه ونبادله بأشياء أخرى، وكأننا في العصر الحجري”.
وأضاف النداء موجها خطابه للمنظمات التي تساعد المحتجزين بمخيمات تندوف “أنتم تديرون المخيمات، وتمنحونها كل ما تحتاج، لكنكم تسلمونه لقيادة البوليساريو ، وتمنحونها ما تتقوى علينا به”. وتابع ؛قيادة البوليساريو يدعون أنهم يقودون دولة، وهم فقط مسؤولين عن توزيع المساعدات، ووجدوا هامشا للاستغناء من خلالها ، ولو كنتم تديرون المخيمات بأنفسكم لرأيتم تلك القيادة تنتظر في الطوابير، طلبا للقمة عيش وكسرة خبز وعجائن تسد بها رمقها، مثل ما يحصل معنا اليوم”.
وشدد النداء “أيها العالم.. أنتم من صنعتم القيادة (البوليساريو)، أنتم من عيشتموها حلما غير ممكن، وزرعتم فيها سطوة ما كانت لها، وقدمتمونا على طبق من ذهب لأشخاص كانوا بالأمس القريب معدومين لا مال لهم ولا عزوة، نعرفهم جميعا ونعرف ما يملكون، جئنا جميعا لا نملك شيء.. أنتم من صنعتم منهم وحوشا، أنتم من أذاقهم حلاوة المناصب، وجعلتموهم يعيشون لذة مناصب لا وجود لها، بينما هم في الحقيقة لا يتعدون مسيرين لمخيمات صغيرة”.
وتأسف النداء لكون المحتجزين بتندوف “تُركوا لعقود فلم تنته مشكلتنا، وقد آن الأوان لأن تقضوا الحوائج بالغوص فيها، ومعالجتها من جوهرها دون تركها”.
وخاطب النداء من سماهم الضمائر الحية في العالم بالقول “يؤسفنا أن نبلغكم أننا لا زلنا في المرحلة الأولى، وأن كورونا انتشرت بيننا واستفحلت، وغصت المستوصفات البئيسة وارتفعت أعداد المصابين وازدادت الوفيات بشكل مقلق، وكانت القيادة التي تسير المخيمات غير مبالية ولا مهتمة، ولا تتخذ أي إجراءات وحين فتحت المجال باسم الحرب، انتشر المرض وبلغ مستويات قياسية”.
وأضاف أنه “لم يتحرك أحد، إلا حين أصيبت القيادة وانتشر الفيروس بينها خلال الاجتماعات المكثفة التي كانت تعقدها، حينها أطلقت صفارة الإنذار، ووجهت جبهة البوليساريو استغاثة للجزائر والاتحاد الافريقي طلبا للمساعدة”، لافتا إلى “أن تصاب القيادة فالأمر جلل، من سيحكمنا إن ماتت القيادة، صدقوني الله أعلم بالسرائر ، لكن هذه حقيقة القيادة ، لا تريد أن تموت، لأنها تفكر في من يحكمنا، لا ترغب في التخلي عن المناصب حتى بعد الموت، حتى تعرفوا مع من نعيش ، والى أي درجة وصل حب المناصب”.
المصدر أكد أن قيادة الجبهة الانفصالية سارعت الى الاستيلاء على اللقاح الذي توصلت به كمساعدة من بعض الدول، “ووجهت جزء منه للتسويق الإعلامي، والباقي لا نعرف لمن سيعطى ولا كيف ولا متى، رغم أننا يمكن أن نخمن طبعا، كما يمكنكم أن تفعلوا أيضا” يقول النداء، قبل أن يتساءل “أين نحن من اللقاح؟، وكيف يمكن إنقاذ المخيمات التي تضم عجائز وشيوخا بلغ بهم المرض مبلغا، ولا توجد إجراءات قادرة على حمايتهم من انتشار الفيروس الذي ساهمت في نشره القيادة بعد إعلانها الحرب”.
ومضى النداء قائلا “أيها العالم، المخيمات ليست هي القيادة، وإعطاء اللقاح للقيادة تمييز ضدنا، وإجحاف في حقنا، ونحن في المخيمات مسجلون على قدم المساواة لدى لوائح منظمة غوث اللاجئين ، فكيف يستقيم أن يعطى اللقاح لشخص دون آخر ، فقط لأنه يسير المخيمات، نحن مستعدون لتسيير المخيمات ، مستعدون ، ما دام تسيير المخيمات يخول أن نكون وزراء وسفراء ورؤساء يتمتعون بما لذ وطاب ، ويتنعمون بالسفريات والجولات ، وامتلاك الأراضي وتشييد الدور، وحين يمرضون ينقلون في الطائرات الخاصة للعلاج في الخارج”.