كشفت صحيفة إسبانية، اليوم السبت 22 ماي الجاري، عن استعداد بلادها لهجوم مضاد لتحركات دبلوماسية مغربية قالت وزارة الخارجية الإسبانية إن المغرب قام بها خلال هذه الأزمة في عدة عواصم أوروبية.
وأوضح صحيفة ” elconfidencial“، أن “وزارة الخارجية الإسبانية تخطط لهجومها الدبلوماسي لمواجهة ما وصفته بـ”مناورات المغرب”، مؤكدة على أن “وزارة أرانشا غونزاليس لايا أرسلت تعليمات إلى السفارات الإسبانية للرد على الهجوم الدبلوماسي المغربي، ضد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.
وأكدت الصحيفة الإسبانية نفسها، على أن “وزارة الخارجية الإسبانية وجهت تعليمات إلى سفراء إسبانيا في الساعات الماضية للتعامل مع الجهود الدبلوماسية للحكومة المغربية، من خلال مذكرة دبلوماسية، أعدها كاميلو فيلارينو، مدير مكتب الوزيرة أرانشا غونزاليس لايا، وأرسلها إلى سفراء إسبانيا عبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح فيلارينو، في المذكرة الداخلية، تورد ” elconfidencial”، أنهم “علموا أن المغرب يتخذ خطوات في العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي لتقديم نسخة من تقرير عن الأحداث المتعلقة بالأزمة الحالية في العلاقات مع إسبانيا”.
لهذا السبب، تقول الصحيفة، فإن المسؤول المذكور يرى أنه “من الضروري إرسال خطوط الجدال بين البلدين إلى السفارات الإسبانية في هذه العواصم التي تواصل معها المغرب، حتى يتمكنوا من استخدامها بشكل استباقي في اتصالاتهم مع وزارات الخارجية المعنية”.
وأشار المصدر نفسه، إلى أن مدير مكتب وزيرة الخارجية الإسبانية، كاميلو فيلارينو هو أحد كبار المسؤولين القلائل الذين شاركوا في عملية نقل زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي ، إلى المستشفى في لوغرونيو، بهوية مزورة لتتم معالجته في وحدة العناية المركزة”.
ويصادف أن هذا الدبلوماسي المذكور، تسترسل ” elconfidencial”، كان بمثابة “الرجل الثاني في سفارة إسبانيا في المغرب لمدة أربع سنوات، وبالتالي فهو على دراية جيدة بالعلاقات مع المغرب”، مشيرة إلى أن “وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا عارض هذه العملية، لدرجة أنه أراد أن ينقل كتابةً معارضته لنقل غالي إلى إسبانيا، إلى المجلة الأمريكية المتخصصة في الشؤون الخارجية، “فورين أفيرز”، بسبب العواقب المحتملة”.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الخميس المنصرم 20 ماي الجاري إن الرباط “لا تقبل ازدواجية الخطاب” التي تنتهجها مدريد، مضيفا أنه على بعض الأوساط في البلد الأوروبي أن تقوم بـ”تحديث نظرتها بشأن المغرب”، كاشفا عن “سبب الأزمة” مع إسبانيا.
وكانت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، إيلفا يوهانسون، قد أعربت، في وقت سابق، عن أملها في “أن يواصل المغرب التعاون في منع المغادرة غير النظامية للمهاجرين”، في إشارة إلى أزمة الهجرة التي اندلعت في مدينة سبتة المحتلة، بعد نزوح جماعي لأكثر من 8000 شخص إليها، الاثنين 17 ماي الجاري.
ويذكر أن الهجرة الجماعية إلى سبتة المحتلة، زادت من حدة التوتر في العلاقات المغربية الإسبانية، والتي تشهد منذ فترة تأزما تصاعد بعد استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو، ما دفع المغرب إلىاستدعاء سفيرته باسبانيا، كريمة بنيعيش للتشاور، وذلك بعد أن استدعتها الخارجية الإسبانية بدورها لنفس الغرض على خلفية أحداث سبتة الأخيرة.