مَضَت ساعات قليلة على انتشار خبر احتمال هروب زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي من إسبانيا كما دخل إليها متسللا، حتى سارعت حقوقيون صحراوين من أصحاب الشكايات المقدمة ضده للمطالبة بسحب جواز سفره واتخاذ تدابير نوعية لتحديد مكانه.
ورفعت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، المعروفة اختصارا بـ” asadedh”، اليوم الإثنين 24 ماي الجاري، دعوى قضائية استعجالية لدى المحكمة الوطنية الإسبانية تطالب فيها بالسحب الفوري لجواز سفر زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، حسب مضمون وثيقة اطلعت عليها “آشكاين”.
وأكد موقع “لا راثون”الإسباني أن الجمعية المذكورة، قدمت بعد ظهر اليوم الإثنين، رسالة إلى المحكمة الوطنية تطلب فيها السحب الفوري لجواز السفر إلى رئيس جبهة البوليساريو، الذي تم إدخاله إلى مستشفى في لوغرونيو”.
وحسب نفس الرسالة الموجهة إلى القضاء الإسباني، تطالب الهيأة الحقوقية نفسها بإصدار قرار يتم بموجبه الموافقة على سحب جواز سفر إبراهيم غالي، وبالتالي منعه من مغادرة إسبانيا وضمان إفادته أمام هذه المحكمة المركزية رقم 5، في الفاتح من يونيو المقبل “.
وطالبت مراسلة الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي كانت من بين أطراف الشكايات المقدمة ضد غالي، وضع غالي تحت مراقبة الشرطة من خلال وضع سوارٍ إلكتروني في إحدى يديه للتعرف على مكانه عن بُعد في جميع الأوقات”.
وتأتي هذه الدعوى القضائية المستعجلة، ذلك بعد ساعات قليلة، من كشفت صحيفة اوكيدياريو الإسبانية، عن اعتراف من وصفته بـ”اليد اليمنى لإبراهيم غالي والرجل الثاني في جبهة البوليساريو، سالم لبصير، في مقابلة حصرية، بأن زعيم جبهة البوليساريو، يخطط لمغادرة إسبانيا في العشرة أيام القليلة المقبلة، مباشرة بعد تعافيه، دون الإدلاء بتصريحه أمام المحكمة الوطنية الإسبانية”، على خلفية حيث متهم بجرائم الإرهاب والإبادة الجماعية والتعذيب وغيرها”.
وجاءت هذه الخرجة الإعلامية لأحد قيادي جبهة البوليساريو في الوقت الذي حذر فيه المغرب على لسان سفيرته في إسبانيا، كريمة بنيعيش، على أن خروج غالي من إسبانيا بنفس الطريقة التي دخل بها إليها، سيفاقم من الأزمة وسيعجل بجمود العلاقات بين هذين البلدين الشريكين.
وكانت صحيفة “إلبايس” الإسبانية، قد أكدت، في وقت سابق، أن زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، رفض التوقيع على الاستدعاءات الصادرة عن المحكمة الوطنية للاستماع له في الأول من يونيو المقبل، بشأن القضيتين القضائيتين اللتين فتحهما إسبانيا ضده، إلى حين استشارة الجزائر.
جدير بالذكر، أن استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للاستشفاء على ترابها، بتاريخ 18 ابريل الماضي، بشكل متستر دون إخطار مسبق المغرب، عجل من شد حبل التوتر بين الجانبين والذي بلغت ارتداداته حد استدعاء الجانبين لسفيرة المغرب بإسبانيا للتشاور،علاوة على تصاعد هذا التوتر بعد رشق إسبانيا المغرب باتهامات سماحها لآلاف المغاربة بالهجرة الجماعية إلى سبتة المحتلة، منذ الإثنين 17 ماي الجاري، وهو ما عمق التوتر بشكل لافت، وأربك حسابات الجارة الإسبانية.