قال البروفسور عز الدين إبراهيمي، يوم الأحد، إن المغرب يعيش حالة وبائية جد حرجة، فالمتحور دلتا ينتشر بسرعة “بوحمرون”، وعدد الإصابات المصرح بها بين المغاربة يتضاعف على نحو لم تتوقعه أكثر السيناريوهات تشاؤما.
واعتبر إبراهيمي في تدوينة له أن التواصل المسؤول يبقى المقاربة الأنجع في لمواجهة “المجهول” وحالة اللايقين التي يعيشها المغاربة، داعيا إلى العمل على جعل هذه الموجة الثالثة التي يعيشها المغرب هي الأخيرة.
وأبرز أن المسؤولية مشتركة فيما آلت إليه الوضعية الوبائية، مضيفا “أظن أننا نقترب من ذروة منحنى الإصابات، ولكن المشكل هو عدد حالات بالإنعاش بأكثر من 1500 مريض، بجانب حالات متعددة تتداوى بالبيوت، والسؤال هل ستتحمل منظومتنا الصحية كل هذه الأعداد؟ وكم منها سنفقد للموت”.
وشدد إبراهيمي على أنه يجب أن نقر بأنه إذا لم نوقف الإصابات اليوم، فسيتأزم الوضع أكثر، لأن كل قرار نتخذه اليوم لن نرى آثاره إلا بعد العشرات من الأيام، وستستمر حالات الوفيات بالارتفاع أو الاستقرار في الارتفاع.
وأكد البروفيسور على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية لتجنب ارتفاع المصابين بالآلاف، مما سيجعل المئات من الأشخاص في وضعية حرجة وهي وضعية لا تتحملها الطاقة الاستيعابية لأي منظومة صحية.
ونبه إلى أن متحور دلتا إن دخل بيتا يصيب الجميع، والملقح سيطور “الرواح”، وغير الملقح سيلعب لعبة “الحياة أو الموت” مع الفيروس، مبرزا أهمية اللقاح في الحماية ليس من الإصابة وإنما من تطوير الحالة الحرجة والموت.
وكشف عضو اللجنة العلمية أن جل الوفيات في المغرب لأشخاص أقل من الستين وغير ملقحين، وقلة قليلة من الملقحين تفوق السبعين سنة ويقتربون من متوسط العمر المتوقع للمغاربة، وبأمراض مزمنة وخطيرة جدا.
وأضاف “تلقيح 18 مليون قريبا ستمكننا من فك الارتباط بين الاصابات والوفيات إن شاء الله، ففي كل البلدان الملقحة ينخفض عدد الوفيات رغم ارتفاع الإصابات”.
وبخصوص الاختبارات اللعابية السريعة، قال إبراهيمي “أظن أن على الوزارة تحمل مسؤوليتها كاملة فيما يخص الاختبارات اللعابية السريعة، فإما أنها غير ناجعة فيجب سحبها بتاتا من المغرب، وإن كانت فعالة فيجب جعلها تحت تصرف المواطنين من أجل كشف مبكر هو أساس العلاج الفعال”.
وبخصوص الحجر الصحي، أكد إبراهيمي أنه لا يمكننا كما يقترح الكثيرون ألا نفعل أي شيئًا، ونسمح للفيروس بالانتشار باسم مقاربة والبحث عن “المناعة الجماعية أو القطيع”، لأن هذا وعلى المدى القصير جدًا، يعني فرز المرضى في المستشفيات وأن يموت المئات من المغاربة في غضون بضعة أشهر، في حين أن الالتزام بالإجراءات المتخذة هو الحل المتبقي.
وانتقد إبراهيمي مشاهد خرق السياسيين للتدابير الاحترازية “لا أتفهم كل هذا العناق والمآدب والتجمعات، التي قام بها السياسيون خلال الحملة الانتخابية المهنية وكأنهم فوق القانون”.
وأضاف “إذا كنا نطالب المواطن بالإجراءات الاحترازية وعدم التجمع فعليك أيها “السياسي الهمام” أن تعطي المثال و تؤطر معنا المواطنين… في الحقيقة هذا لا يبشر بخير بالنسبة للانتخابات المقبلة، لا يرهبني يوم الاقتراع بقدر التجاوزات خلال الحملة الانتخابية، فالفيروس ديمقراطي لا يفرق بين التجمعات و لا الأحزاب، و إذا وقع ما لا يحمد عقباه فموعدنا شهر شتنبر لأداء الفاتورة، ومن أرواح المغاربة”.