من العلامات الفارقة في الممارسة الإعلامية بمدينة مراكش على الخصوص، إمتهان عمليات استعداء ضدا على بعض المنابر الإعلامية، ممثلة في العاملين بها من طرف أشحاص غير راضين على ملاحقة الحقيقة الخبرية، وملاحقة من يصبون إلى العبث بها تحت مسميات غير منسجمة مع الواقع الذي أصبح يدين الكثيرين ممن أشارت إليهم أصابع الإعلام، ذلك، أن مهمة الإعلامي تحييد المحاباة والمواربة في تعامله مع الخبر الذي يقتضي التجرد في معالجة الحدث موضوع الدراسة والتقييم، أمر لا يتحقق إلا للكبار، رغم ما في تداوله من مخاطر أقلها الموقف السلبي مما تتضمنه مقالة الإعلامي “عزيز العطاتري”، حينما دبج مقالة نقدية في حق منتخب امتهن التجاوز والإخلال بالمنطق السليم، وبأخلاق المسئولية، حينما وسم ذات الإعلامي بأوصاف لا تنطبق إلا على قائلها.
ما حدث لممثل جريدة “المساء” بالحمراء من مس مقصود لشخصه استوجب قيام فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمراكش، معية نادي المصور الصحافي بالجهة، وبعض الجمعيات الحقوقية، والمجتمع المدني بوقفتين احتجاجيتين أمام المحكمة الإبتدائية، وأمام مقر البلدية بمدينة قلعة السراغنة، يوم أمس الإثنين 23 مونبر 2015، تضامنا مع عزيز العطاتري، وتعبيرا على أن الجسم الصحافي بمراكش، يرفض بكل صيغ التأكيد، الإساءة بالإعلاميين، خاصة إذا كانوا من حجم المعتدى عليه، نزاهة وصدقا في نقل الخبر، بما يفرضه هذا الموقف من شجاعة، قد يفقدها الكثيرون من المتسلطين على الإعلام بمراكش.
يقينا، أن الإخلاص في العمل والدفاع عن قدسية الخبر، يستلزمان الوقوف في وجه المتجاوزين، مهما كانت النتائج، ومهما تطاول المتطاولون.