نحن المشاركون في المنتدى الإعلامي حول القارة الإفريقية المنعقد بمراكش خلال الفترة الممتدة ما بين 17 إلى 19 دجنبر 2015، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، والمنظم بشراكة بين وزارة الاتصال بالمملكة المغربية ومنظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار “صورة القارة الإفريقية وفرص الاستثمار المتاحة فيها”؛
إذ نستند إلى القرار 6/9-إع بشأن التوصية الصادرة عن المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلامي في دورته التاسعة المنعقد بجمهورية الغابون يومي 19 و20 أبريل 2012، والمتعلقة بعقد “منتدى إعلامي خاص بالقارة الإفريقية من أجل إبراز مقدرات القارة في جميع المجالات”؛
وإذ نستند كذلك إلى الفقرة رقم 1- أ المتضمن في القرار 6/9 إع والتي تنص على عقد منتدى إعلامي تستضيفه دولة من الدول الإفريقية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يهدف لبحث الفرص الاستثمارية والإسهام في تحسين صورة إفريقيا في الإعلام والقضاء على الصورة النمطية السلبية التي تقدم القارة الإفريقية على أنها منطقة فقر وغير مستقرة؛
وإذ ندرك الأهمية الإستراتيجية لدور وسائل الإعلام في بناء المجتمعات وأثرها في تحقيق التنمية الشاملة، وقدرتها على تحسين صورة القارة الإفريقية على مستوى الإعلام والمجتمع الدوليين؛
وإذ ندرك كذلك حجم التحديات الكبرى التي تواجه القارة الإفريقية من حيث تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبحث فرص الاستثمار في دول القارة وطرق الاستفادة منها؛
وإذ نستلهم المبادئ والقيم التي تدعو إلى ترسيخ قيم التعاون والتكافل والتسامح بين الدول الإفريقية؛
وبعد مناقشات مستفيضة همت صورة إفريقيا في الإعلام ووضعية المؤسسات الإعلامية بإفريقيا وتحديات حرية التعبير والتعددية والاستقلالية وحماية الصحفيين ودور الإعلام في تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب؛
نؤكد على ما يلي :
– التنويه بجهود منظمة التعاون الإسلامي لفائدة القارة الإفريقية وخاصة في المجال الإعلامي سعيا لإبراز مقدرات هذه القارة في جميع المجالات وإسهاما في تحسين صورتها؛
– إن مستقبل القارة الإفريقية بشكل عام ومستقبل أمنها ونمائها وتقدمها يظل مرتبطا بانبثاق مؤسسات إعلامية قوية حرة ومستقلة. لذل، ندعو إلى توسيع نطاق التعاون المشترك بين الدول الإفريقية في مجالات الإعلام والصحافة؛
– إن حق شعوب إفريقيا في الخبر يتطلب ضمان حق الصحفيين الأفارقة في الوصول إلى مصادر الخبر وتقنين الحصول على المعلومة؛
– إن مواجهة الصور النمطية السلبية، التي يستمر تداولها عن إفريقيا في الصحافة الإفريقية والدولية ضدا على أخلاقيات المهنة وبعيدا عن حقيقة الوضع، يبقى رهينا بتوحيد جهود نساء ورجال الإعلام في إفريقيا؛
– الرفض المطلق لتحويل إفريقيا ساحة لتلقي الدروس من خلال التأكيد على أن إفريقيا تعد جزء أصيلا من هذا العالم الحر دون عقدة نقص أو ارتهان إلى ماض استعماري بائد يريد البعض أن يجعله قاعدة للاحتكام، مع الدعوة إلى تكريس عالم متعدد الأقطاب من خلال إطلاق مبادرات لإيصال صوت إفريقيا إلى العالم الحر كله؛
– استعادة إفريقيا لثقتها في نفسها رهين باستثمار الفرص التي تتيحها الثورة الرقمية والتكنولوجيات الحديثة، مع التأكيد على حق إفريقيا في الولوج إلى انترنت آمن؛
– الدعوة إلى إنصاف المرأة في المشهد الإعلامي بإفريقيا وتقوية حضورها، لاسيما على مستوى صنع القرار؛
– اعتبار الصحفي ضمير هذه المجتمعات وحامل رسالتها إلى العالم، والتأكيد على ضرورة دعم المنظمات المهنية من نقابات وهيئات مهنية بهدف تعزيز حماية الصحفيين وتعبير المشاركين عن إدانتهم للاعتداءات التي تطال الصحفيين؛
– التشديد على دور الإعلام في محاربة كل أشكال العنف والتمييز العنصري والإرهاب ومحاربة الجرائم ضد الإنسانية بجميع أشكالها، ومحاربة بث الكراهية ضد الأديان عامة والإسلام خاصة والحط منها والإساءة إلى رموزها؛
– الدعم اللامشروط لنضالات الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على حق الشعب الفلسطيني، مع دعوة كافة المؤسسات الإعلامية الإفريقية لدعم والدفاع عن القضية الفلسطينية على المستوى الإعلامي باعتبارها قضية عادلة؛
– الإشادة بالمبادرة المغربية لجعل الإعلام منخرطا في جهود التنمية والنهضة الإفريقية المنشودة، مع تثمين مبادرة إطلاق المركز الإفريقي والتكوين بوجدة، وبتأسيس الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية؛
– التنويه وتثمين المرصد الإفريقي لحرية الصحافة في إطار التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية كوت ديفوار، وهو المرصد الذي تم إطلاقه في أكتوبر 2015 مقره بأبيذجان وبرئاسة مشتركة بين البلدين؛
– التنويه بمبادرات النقابات الإفريقية في إطار الاتحاد الدولي للصحفيين قصد حماية الصحفيين؛
– الدعوة إلى تطوير المناهج والمقررات الخاصة بالتكوين والتكوين المستمر في مجال الصحافة والإعلام، وكذلك الدعوة إلى تكوين وتقوية قدرات الصحفيين والمؤسسات الصحفية المهتمين بقضايا القارة الإفريقية ومجالات الاستثمار فيها؛
– إدماج البعد الإعلامي والتواصلي في التصور الاستراتيجي للمشاريع الاقتصادية والتنموية والاستثمارية وتشجيع إنشاء وكالات خاصة مهنية تعمل على جمع المعطيات والبيانات الاستثمارية؛
– العمل على إنشاء شبكات تساعد على توفير المعلومات الدقيقة والتقنية التي يحتاجها المقاولون والمستثمرون محليا وميدانيا؛
– الدعوة إلى دعم جهود النهوض بحرية الصحافة بالقارة الإفريقية من خلال دعم حرية الصحافة والإعلام وتعزيز قدرات المؤسسات الإعلامية، مع تشجيع إبرام اتفاقيات شراكة بين الهيئات النقابية في قطاع الصحافة والإعلام والهيآت المهنية في الدول الإفريقية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بهدف توحيد الجهود في اقتراح السياسات العمومية المتعلقة بالإعلام والنهوض بحرية الصحافة بدول القارة.