أحمد منصور
هذا هو الحال الذي تتحدث كافة وسائل الإعلام والمحللين الإسرائيليين خلال يومين من الهجوم التي قررت إسرائيل أن تقوم به على قطاع غزة المحاصر منذ سنوات، فرغم قيام إسرائيل بما يقرب من مائتي غارة جوية على قطاع غزة خلال أول يوم للهجوم دمرت فيها كثيرا من المنازل والبنى التحتية في القطاع المحاصر وقتلت وجرحت مئات الفلسطينيين. انهالت صواريخ المقاومة على عمق مدن إسرائيل تل أبيب والقدس وحيفا وكريات ملاخي وعسقلان وبئر السبع وغيرها بشكل أصاب إسرائيل بالصدمة وشل الحركة في مطاراتها لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام 1973 كما عطلت المدارس وكافة المصالح ولجأ معظم الإسرائيليين للملاجئ ودخلت الحكومة الإسرائيلية في مرحلة من التخبط وانعدام الثقة بينها وبين الشعب الإسرائيلي لاسيما بعد نجاح المقاومة في اختراق واحدة من أكبر القواعد العسكرية الإسرائيلية وهي قاعدة زيكيم المحصنة من البحر مما ينهي أسطورة التفوق النوعي الإسرائيلي في الحماية الالكترونية والعسكرية حيث لم تفصح إسرائيل عن خسائرها جراء هجوم خمسة من كتائب القسام على القاعدة واكتفت بأنها صدت الهجوم المباغت ، فلم تكن إسرائيل تتوقع أن القطاع المحاصر من إسرائيل والعرب منذ عدة سنوات يمكن أن يقوم المقاومون فيه بتطوير قدراتهم الصاروخية والقتالية بشكل أذهل وشل الدولة العبرية التي تعتبر واحدة من أكبر دول العالم في التقدم التكنولوجي والعسكري، فقد عاش الإسرائيليون أهوال الخوف التي يعيش فيها الفلسطينيون منذ عقود، وكانت لقطات الفيديو التي بثت لهم والهلع يأكلهم ويفتك بهم في المدن والأماكن التي سقطت عليها الصواريخ كفيلة بأن تهز ثقتهم في الحكومة التي ادعت حمايتهم وأنها تقوم بحربها حتى تؤمنهم، لم يعد أمام إسرائيل بعد توازن الرعب الذي حققته المقاومة سوى أن تعود لكرسي المفاوضات مرة أخرى وترخي القبضة الحديدية عن قطاع غزة وعن الضفة والقدس وتقبل بشروط المقاومة، وإلا فإن صورايخ المقاومة لها بالمرصاد، ورغم أن إسرائيل أنفقت المليارات على تطوير نظام القبة الحديدية الذي يحميها من الصواريخ إلا أنه من بين ثلاثمائة صاروخ أطلقتها المقاومة في اليوم الأول للهجوم لم تفلح القبة الحديدية إلا في صد بضع عشرات من هذه الصواريخ بينما سقطت الصورايخ الأخرى مع عجز تام من هذا النظام في حماية هذه الدولة، ولنا أن نتخيل أن هذه الصواريخ الثلاثمائة كانت ثلاثة آلاف مثلا كيف كان يمكن لها أن تفعل في دولة تعتبر الأقوى في التسلح وتصدير السلاح في العالم، ما تفهمه المقاومة هو أن إسرائيل دولة مغتصبة ودولة بلا عمق استراتيجي ودولة جلبت اليهود من أنحاء العالم حتى يعيشوا في أمان وليس في الخوف فمتى تمت صناعة الخوف لهؤلاء والتأكيد لهم بأن كل إمكانات العالم التي تخدمهم وكل إمكاناتهم لن تحميهم من صواريخ المقاومة فليس أمامهم إلا الركون والخضوع، أما اعتماد إسرائيل على أنظمة تتحالف معها من أجل حصار المقاومة وضربها في مقتل فهذا لن يجلب لإسرائيل ولهذه الأنظمة إلا العار، كل القوى الكبرى في العالم سقطت بأسلحة بسيطة لكنها كانت فتاكة، والمعركة القائمة الآن أكدت أنه لمواجهة إسرائيل وشلها وبث الرعب في أركانها انت لست بحاجة إلى جيوش جرارة أو إمكانات هائلة وإنما إلى مقاتلين مخلصين وإلى صواريخ فاعلة تضرب في العمق وصواريخ تشل سلاح الطيران وصواريخ تشل المدرعات أي أن العرب يجب أن يتفوقوا في تكنولوجيا الصواريخ حينها لن تستطيع إسرائيل أن تصمد في أي معركة وسوف تموت داخل الجدار العازل الذي بنته.