عاد عبد الرحيم بوعيدة، سياسي مغربي، إلى تجربته السابقة على رأس جهة كلميم واد نون لتقييم تعاطي “النخب الصحراوية” مع قضية الصحراء المغربية، قائلا إن “البلد يعيش فراغا على مستوى النخب السياسية لرفع اللاءات في الوقت الذي ينبغي أن نقول فيه لا لبعض الممارسات”.
وأضاف بوعيدة في لقاء نظمته مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد حول قضية الصحراء المغربية، صباح اليوم الأحد، أن “العراقيل التي واجهتُها في تدبير الشأن الجهوي مرتبطة بسياقات سياسية معينة؛ ذلك أن النخب التي تمارس التدبير الجهوي أبانت عن عجز كبير في فهم المتغيرات”.
وتابع رئيس جهة كلميم واد نون السابق بأن “النخب السياسية نتاج واقع سياسي واقتصادي واجتماعي يتعلق بأزمة الأحزاب”، مشيرا إلى “صعود نخب سياسية ضعيفة تفتقر إلى العمق السياسي، وتربط كل شيء بمصالحها الذاتية”.
قضية الصحراء المغربية ترتبط بسياق دولي خارجي، ضمنه الجزائر التي لا تريد إنهاء الملف لأنها تنتعش منه”، يورد بوعيدة الذي استرسل بأن “الجزائر جعلت من القضية الوطنية شماعة تعلق عليها كل أزماتها الداخلية، كما تبتز بها الدولة المغربية”.
ولفت المتحدث إلى أن “قضية الصحراء المغربية ترتبط كذلك بسياق داخلي ذي صلة بمنسوب الديمقراطية”، مردفا بأن “الاستمرار في بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات يؤثر على الملف، ما يتطلب استعمال كل الأوراق المتاحة لحل القضية”.
واستطرد الأستاذ الجامعي بأن “قيادة البوليساريو شاخت، والقيادات الأخرى تعيش في مراحل متأخرة من العمر، والأجيال السابقة مشتتة في الجزائر وموريتانيا وإسبانيا، بينما يوجد جيل جديد لا يؤمن بمحددات القبلية”.
وأشار بوعيدة إلى أن “الجيل الجديد يحتاج إلى خطاب الإقناع، وليس خطاب الإشباع المتعلق بسياسات الريع وتسمين النخب التي استحوذت على مقدرات المنطقة”، مؤكدا أنه “لم يتم تقديم الشيء الكثير في إطار السياق الداخلي”.
وتوقف المتدخل عند نقطة السياق الداخلي لقضية الصحراء المغربية ليدعو إلى “بناء جبهة داخلية قوية لإنتاج نخب جديدة”، وشرح بأنه “لا يمكن لأحد أن ينفي التقدم التنموي الحاصل بالأقاليم الجنوبية للمملكة، لكن ينبغي الاعتراف باستمرارية أشكال الريع التي صارت ممأسسة في المنطقة”.