*عبد الله العلوي
“المؤمن القوي أفضل من المؤمن الضعيف” هذا الحديث الشريف أصبح شعارا لفتيات كشمير الولاية الهندية ذات الأغلبية الإسلامية الوحيدة في الهند، وبرغم الصعوبات التي تواجهها المرأة الكشميرية، خاصة في ظل الصراع والحرب شبه الأهلية التي تعرفها كشمير تاريخيا منذ 1947 إلى الآن، وكون جماعات وأحزاب إقليمية عديدة تتصارع للفوز بِحكم الولاية خاصة مع إلغاء –حزب جاناتا بعد سيطرته على البرلمان الهندي– المادة 370 من الدستور الهندي التي كانت تمنح كشمير استقلالا ذاتيا موسعا. وتنتشر ممارسة الرياضة الذكورية كالكرة، أما النساء فقد مارسن ألعاب متناسبة خاصة الرياضة المائية، وتقوم عدة جمعيات بتدريب الفتيات على الرياضة رغم الظروف الاستثنائية التي تحيا في ظلها ولاية كشمير نتيجة تواجد الجيش وفرق الشرطة الهندية المسلحة، والجماعات الإسلامية المعارضة لهذا التواجد، مما يجعل الفتاة الكشميرية تتحلى بجرأة وشجاعة كبيرة وهي تمر في طريقها للتدريب وسط حالة الطوارئ التي تعم الولاية، خاصة العاصمة سرينغار، وبرغم كون المجتمع الكشميري مجتمعا محافظا للغاية، ولن تجد في شوارع مدنها وقراها نساء بدون حجاب ولباسا كاملا يغطي الجسد، فإن ممارسات الأنشطة الرياضية قد انتقل من بضع مئات إلى الآلاف خلال السنوات الأخيرة.
وتقوم جامعة كشمير وأكاديمية الرياضة بتوفير الظروف المناسبة لممارسة الرياضة النسائية، وزاد من ذلك رغبة النساء في الحرص على أجساد رشيقة قد تمنحها ممارسة أنواع الرياضة، وتم إنشاء نوادي في مختلف أنحاء الولاية تستقطب الفتيات لممارسة الرياضة، خاصة نادي رياضة “ووشو” والرياضة المائية، والرجبي، والدفاع عن النفس. وقد فازت البطلة الكشميرية “آنجمن الفاروق” بالميدالية الذهبية في 2011 على مستوى الهند. كما فازت “عارفة بلال” بميدالية ذهبية في رفع الأثقال بالنسبة للنساء، وكذلك صوفي وشقيقتها شارمين بميداليتين ذهبيتين في الملاكمة التايلندية.
وتعتبر منطقة “غاندربال” في كشمير، من أهم المناطق التي تنجب البطلات في ميدان الرياضة خاصة في الدفاع عن النفس أو أنواع الرياضة التي تهدف إلى اكتساب الجسد الرشيق، وبالنسبة لهن الرياضة هي أفضل وسيلة لاكتساب طاقة الجرأة والتوازن، ولاشك أن نزوع أغلبية فتيات كشمير إلى رياضة الدفاع عن النفس راجع إلى الظروف الخاصة المليئة بالعنف التي تحيا في ظلها ولاية كشمير.
إلا أن هناك استثناءات نسائية عديدة في هذا المجال، فبالإضافة إلى ممارسة الرياضة العادية بالنسبة للفتيات الكشميريات، هناك متميزات في هذا الصدد، فالدكتورة البيطرية الشهيرة “فرخندا رحمان” تلعب رياضة الاسكواتش وتمارس الكتابة، فهي كاتبة عمود في عدة صحف ومجلات، ومن أهم مقالاتها التي تلخص الوضع في كشمير :“حظر التجول ظلال مختلفة من الصمت والعنف“.
*باحث