رفع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، تقريره السنوي برسم سنة 2020 إلى الملك محمد السادس، ومن جملة ما تضمنه، استمرار ارتفاع تكلفة الأدوية بالنسبة للأسر، بسبب انخفاض استخدام الأدوية الجنيسة، والذي يعزى إلى نـزوع أطبـاء القطـاع الخـاص نحـو وصـف الأدويـة الأصليـة للمرضـى بـدل الأدويـة الجنيسـة.
وسجل التقرير، أن الولوج إلى الأدوية له تأثير سلبي على صحة السكان، ويرتبــط ذلك بتمويـل قطـاع الصحـة، حيـث تبلـغ النفقـات المخصصـة للاسـتهلاك الطبـي حوالـي 88 فـي المائـة مـن إجمالـي النفقــات الصحيــة.
وأشار إلى أن مســاهمة الدولــة، مــن خــلال العائـدات الضريبيـة، تمثل ربـع النفقـات الصحيـة، فيمـا يمـول نظـام التأميـن الصحـي 22% مـن هـذه النفقـات، مسجلا تحمل الأسر المغربية لحوالـي 50 فـي المائـة، بينمـا يصـل المتوسـط الدولـي لمسـاهمات الأسـر وفقـا لمنظمـة الصحـة العالميـة إلـى 25 فـي المائـة.
وأوضح التقرير، أن هـذه المسـاهمة القويـة للأسـر فـي نفقـات العلاجـات عبئًـا ثقيـلاً وعامـلا مـن عوامـل عـدول الأسـر عـن العلاجـات، لاسـيما بالنسـبة للسـاكنة ذات الوضعيـة الهشـة والأشـخاص الذيـن يعانـون مـن أمـراض مزمنـة تحتـاج المداومـة علـى اسـتخدام الأدويـة، خاصـة وأن اقتنـاء الأدويـة يمثـل عبئـا يثقـل كاهـل الأسـر ويؤثـر علـى نفقاتهـا.
وأردف، أن قطــاع صناعــة الأدويــة قــد شــهد فعلا تطــورا مهمــا خــلال العقــد الأخيــر، ممــا مكــن مــن تصنيــع عــدد مــن الأدويـة علـى الصعيـد الوطنـي كانـت تسـتورد فـي السـابق، وبالتالـي خفـض تكلفتهـا، غيـر أن اسـتهلاك الأدويـة مـن طـرف المواطنيـن تشـوبه العديـد مـن الاختـلالات، خاصـة عـدم احتـرام المسـار الطبيعـي لاسـتعمال الأدويـة.
ذلـك، أن ضعـف التغطيـة الصحيـة وضعـف نسـب إرجـاع مصاريـف الاستشـارات الطبيـة فـي القطـاع الخـاص يدفـع المواطنيـن إلـى التشـخيص الذاتـي واقتنـاء الأدويـة مباشـرة مـن الصيدليـات بـدون وصفـة طبيـة، يضيف التقرير المرفوع إلى الملك محمد السادس.
في سياق متصل، سجل التقرير، أن معـدل انتشـار الأدويـة الجنيسة يظـل ضعيفـا إذ لا يتعـدى 40 فـي المائـة فـي المغـرب، مقابـل متوسـط عالمـي يبلـغ 58فـي المائـة، مشيرا إلى أن هـذه الوضعيـة نتج عنها اسـتمرار ارتفـاع تكلفـة فاتـورة الأدويـة بالنسـبة للأسـر، كمـا أنهـا تسـتهلك جـزءا مهمـا مـن نفقـات نظـام التأميـن الإجبـاري عـن المـرض، حيـث إن إرجـاع مصاريـف الأدويـة يمثـل مـا يقـرب مـن 31.5 فـي المائـة مـن نفقـات هـذا النظـام.
وعزا التقرير انخفـاض اسـتخدام الأدويـة الجنيسـة فـي المغـرب فـي جـزء كبيـر منـه إلـى نـزوع أطبـاء القطـاع الخـاص نحـو وصـف الأدويـة الأصليـة للمرضـى بـدل الأدويـة الجنيسـة، لافتا إلى أن مجلـس المنافسـة أشار إلـى أن ضعـف اسـتخدام الـدواء الجنيـس يُفَّسًـر أيضـا بالتأثيـر الـذي تمارسـه المؤسسـات الصيدليــة الصناعيـة علـى الأطبــاء قصـد حثهــم علــى وصــف الأدويــة الأصليـة للمرضـى.
ويتخـذ هـذا التأثيـر، بحسب تقرير الشامي، شـكل آليـات للتعـاون تتمثـل أساسـا فـي تحمـل مصاريـف الـدورات التكوينيـة التـي يخضـع لهـا الأطبـاء بالمغــرب والخـارج، وتنظيـم تظاهـرات علميـة، والقيــام بحملات للدعايـة والتسـويق تجـاه هــؤلاء الأطبـاء.