أبدى وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة عن تفاؤله الكبير بأن يكون الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش”، الذي تحتضنه مراكش الأربعاء، كفيلا بتحقيق تحول وانتقال نوعي في الحد من المخاطر الإرهابية.
وقال بوريطة في الكلمة الافتتاحية لأشغال الاجتماع الوزاري، إن تنظيم الاجتماع في مراكش الغنية بتراثها الحضاري والتاريخي، والمصنفة من طرف اليونيسكو تراثا عالميا، رسالة بليغة للعالم في ضرورة مواجهة التنظيمات الإرهابية التي لها أيدلوجية متطرفة وتهدف إلى تدمير التراث الحضاري في مناطق تواجدها.
وتعبيرا عن تفاؤله بنتائج الاجتماع الوزاري المذكور، شدد بوريطة على أن مدينة مراكش راكمت نجاحات متكررة في احتضان اللقاءات الدولية الهامة، والتي كانت دائما حدثا نوعيا وأحدثت تطورا مفصلية في مجالات عملها، وأعطى مثالا بقمة منظمة التجارة العالمية، ثم مؤتمر الدول الأطراف للتغيرات المناخية الذي احتضنته مراكش مرتين في 2007 ثم في 2016، إضافة إلى المؤتمر العالمي للهجرة الآمنة سنة 2018.
وشدد وزير الخارجية المغربية على أهمية ونوعية الجهود التي تبذلها المملكة المغربية في مواجهة التحديات الإرهابية، وتعاونها مع مختلف الشركاء للحد من هذه المخاطر وتبادل تجربتها معهم خصوصا الدول الإفريقية التي يوليها الملك محمد السادس مكانة واهتماما خاصين.
وافتتحت أشغال الاجتماع باستقبال وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة لرؤساء الوفود المشاركة في الاجتماع، والتي يتجاوز عددها 80 وفدا ضمنهم ما يزيد عن 50 وزير ووزير منتدب.
ويأتي تنظيم الاجتماع المشترك بمراكش بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وكاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكن.
كما ينتظر من أن يعمق اجتماع مراكش البحث في سبل العمل المشترك لمواجهة الأخطار الإرهابية بشتى أشكالها، وآليات تعزيز الاستراتيجيات والقدرات الأمنية لبلدان القارة، من أجل إضعاف قدرات تنظيم داعش ودحره.
ويهدف التحالف الدولي ضد “داعش” أساسا إلى القضاء التام على “داعش”، إضافة إلى ترسيخ نظام إيكولوجي ديبلوماسي وعسكري أوسع لمكافحة الإرهاب، وتكييف استراتيجيات مكافحة الإرهاب مع خصوصية كل دولة من الدول الأعضاء، التي تبقى مسؤوليتها أساسية في الدفاع عن أراضيها ضد التهديدات الإرهابية.
ويعد المغرب وفق الأوراق المؤطرة لاجتماع مراكش، شريكا داعما لأهداف ومجالات عمل التحالف الدولي ضد “داعش”، على مستوى المجالات الخمسة الرئيسية، في مختلف اجتماعات التحالف ومجموعات العمل التابعة له، ويتولى الرئاسة المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا والنيجر لمجموعة النقاش المركز لمنطقة إفريقيا.