احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر ولاية جهة مراكش-آسفي، يوم الجمعة 10 يونيو 2022، فعاليات اللقاء الترابي لجهة مراكش-آسفي، حول المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية، والذي ترأس أشغاله السيد والي الجهة وعامل عمالة مراكش، بحضور السادة عمال صاحب الجلالة على أقاليم الجهة، والسيدة مستشارة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيدة عضوة وحدة الدعم بديوان السيد الوزير، والسيدة نائبة رئيس مجلس الجهة، وممثلين عن السلطات والمنتخبين والمصالح الخارجية للوزارات، والسيد رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، والسيد رئيس المكتب الجهوي لرابطة جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، والسادة أعضاء المجلس الإداري للأكاديمية، وجمعيات المجتمع المدني، وأكاديميين. بالإضافة إلى فاعلين في المجال الرياضي والثقافي والفني والإعلامي وممثلين عن القطاع الخاص.
تمحورت أشغال هذا اللقاء التشاوري الترابي الجهوي، حول مشروع خارطة طريق 2022-2026 من أجل نهضة تربوية رائدة، والذي تعتبره الوزارة، محطة بالغة الأهمية، تسعى من خلالها إلى جعل الفاعلين المحليين يتفاعلون بطريقة نسقية حول الموضوع من جهة، وكذا إثارة واستقاء مختلف الأفكار وإبراز مقترحات ملموسة من شأنها مواكبة ودعم مدرسة الجودة، مع ما يلزم من التوافقات المحلية لتحقيق ذلك من جهة أخرى.
الكلمة الافتتاحية للسيد والي جهة مراكش-آسفي، أكدت أن الرفع من مستوى التعليم بمختلف مراحله وضمان جودته، والذي أكدت عليه الخطب الملكية السامية لصاحب الجلالة في مختلف المناسبات، يحتم استحضار المصلحة الفضلى للتلميذ في التنزيل السليم للمبادئ والأهداف والنتائج المحددة للإصلاح. ولبلوغ تلك الأهداف، يتم تنزيل مضامين القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، بمرجعية النموذج التنموي الجديد، ووفق التزامات البرنامج الحكومي 2021-2026.
ونظرا لأهمية التعبئة والمسؤولية الجماعية يضيف السيد والي الجهة، باعتبار التعليم شأنا مجتمعيا، تأتي مبادرة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإعلان المشاورات الوطنية حول المدرسة، باعتبار مجال التربية والتعليم والتعايش في ارتباط وثيق بالمستوى الترابي، والتي انطلقت مع بداية شهر ماي بورشات للخيال الإبداعي (Design Fiction) بالمؤسسات التعليمية التابعة للمديريات الإقليمية بالأكاديمية. شارك فيها التلميذات والتلاميذ، وعبروا من خلالها عن تصورهم لمدرسة الغد التي يحلمون بها.
بعد ذلك، قدم السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي مشروع خارطة الطريق الرامية إِلَى تنزيل الأوراش ذات الأولوية خلال الفترة الممتدة مابين 2022 و2026، من خلال ثلاث مرتكزات: تحقيق التعليم الإلزامي، وضمان التعلمات الأساس، وتعزيز التفتح.
وخلال عرضه، أكد السيد المدير على أن هذه المرتكزات يتم بناؤها عبر الاشتغال على ثلاث محاور: محور التلميذ ومحور الأستاذ ومحور المؤسسة، معتبرا أن المشاورات الوَطَنِية الموسعة لتجويد المدرسة العمومية، ترتكز عَلَى مشاركة موسعة تتوخى مساهمة الشركاء الأساسيين للوزارة ومكونات المجتمع المدني والخبراء المهتمين بالشأن التربوي، إِلَى جانب مغاربة العالم. وتروم هَذِهِ المشاورات رصد الممارسات الفضلى والتجارب المبتكرة والأفكار المبدعة ذات الصلة بالشأن التربوي من أجل ادماجها في خارطة الطريق قصد إغنائها وإثرائها.
بالإضافة إلى ذلك، أبرز السيد مدير الأكاديمية المنظور الجديد للتقييم، الذي أوضح أنه أصبح اليوم يبحث في الأثر بدل نتائج الانتقال.
كما أوضح السيد المدير في عرضه أهمية القياس، وأبرز أن صعوبته لايجب أن تثني القطاع والمتدخلين عن اعتماده. وتطرق أيضا إلى التجربة الجارية حاليا بالجهة إعمالا لقياس التعلمات وإرساء مقاربة جديدة لضمان المستوى اللازم للتعلمات بتنزيل طريقة خاصة بالدعم التصحيحي.
وفي نفس السياق، تطرق السيد المدير إلى الأهداف والمؤشرات التي حددتها الوزارة على مدى السنوات الخمس المقبلة فيما يخص تخفيض نسبة الهدر المدرسي بالثلث، والرفع من نسبة التمكن من التعلمات الأساس بالثلث أيضا، وكذلك ضمان استفادة 50% على الأقل من التلاميذ من أنشطة الحياة المدرسية.
واختتم السيد مدير الأكاديمية عرضه بالتأكيد على كون هذه المشاورات جاءت استثمارا للذكاء الجماعي لجميع المتدخلين بمختلف مؤسساتهم، وبمقاربة تصاعدية تبدأ من المؤسسات التعليمية.
أما السيد المنسق الجهوي للمشاورات، فقد قدم الأسس والمنهجية العامة لهذه المشاورات الوطنية، وآليات الإشراك وأعطى لمحة على المسطحة الرقمية، مشيرا إلى اعتماد الوزارة منهجية التجريب في تنظيم هذه المشاورات، حيث انطلقت مرحلتها التجريبية، بجهة مراكش- آسفي، قبل أن تشمل باقي جهات المملكة، وأضاف أن هذه المشاورات شهدت مشاركة الأساتذة والتلاميذ وآباء وأمهات وأولياء التلاميذ.
وفي هذا الإطار، تم تنظيم 80 ورشة للخيال الإبداعي، لفائدة 1200 تلميذ(ة) بالمؤسسات العمومية الابتدائية والإعدادية، لتمكينهم من الإدلاء بآرائهم، بكافة الأشكال التعبيرية، حول المدرسة التي يحلمون بها.
أما بالنسبة لورشات مجموعات التركيز، بالتعليم الابتدائي، فقد استهدفت الأساتذة وأمهات وآباء التلميذات والتلاميذ، وبالنسبة للتعليم الثانوي، فقد تم تنظيم هذه الورشات لفائدة التلميذات والتلاميذ والأستاذات والأساتذة وكذا أمهات وآباء التلميذات والتلاميذ:
– ورشات التلاميذ بالثانوي: 102 ورشة بمشاركة 1530 تلميذ(ة)؛
– ورشات الأساتذة بالأسلاك الثلاث: 225 ورشة بمشاركة 3375 أستاذ(ة)؛
– ورشات أمهات وآباء التلميذات والتلاميذ بالأسلاك الثلاث: 225 ورشة بمشاركة 3375 مشارك(ة).
كما نظمت الاكاديمية والمديريات الاقليمية التابعة لها 8 لقاءات ترابية إقليمية، شارك فيها 540 مشارك(ة)، إضافة إلى فعاليات هذا اللقاء الترابي الجهوي الذي حضره أزيد من 60 مشاركة ومشاركا.
أما مداخلات السيدات والسادة الحضور والتي أعقبت العروض المقدمة، فقد نوهت بالعملية الإصلاحية ونجاعة المقاربة التشاركية التي تنهجها الوزارة، كما ثمنت انفتاح هذا المخطط الإصلاحي، على الأسر المغربية عبر إشراكها في العملية التربوية التعليمية وبناء جسور تواصل ناجع وبناء معها، حرصا على المصلحة الفضلى للناشئة وإرساء لشروط ومواصفات تحقيق تعليم ذي جودة للجميع.