انتقدت شخصيات سياسية ونقابية وحقوقية وإعلامية تونسية خطوة الرئيس التونسي قيس سعيد، باستقباله الرسمي لابراهيم غالي زعيم انفصاليي البوليساريو بمطار قرطاج الدولي يوم امس الجمعة.
ووصف “عبد الوهاب هاني”، رئيس حزب “المجد التونسي”، استقبال زعيم البوليساريو بـ”الانحراف الخطير وحياد غير مسبوق عن ثوابت الدبلوماسية التونسية”، مضيفا، أنه “انتحار سياسي للرئيس قيس سعيد سيعرض المصالح العليا لتونس ومصداقيتها بين الدول لصعوبات كبيرة”.
وانتقد “عبد الوهاب هاني” وهو الخبير الدولي لدى الأمم المتحدة والسياسي التونسي، عدم استقبال “سعيد” لرؤساء دول أفارقة، الذين حضروا لندوة “تيكاد 8” موفدا رئيسة الحكومة لاستقبالهم، دون تحية العلم ولا عزف للنشيد الوطني ولا استعراض لتشكيلات من الجيش والأمن”.
ولكنه، بحسب المتحدث نفسه، “قرر استقبال زعيم جبهة البوليزاريو شخصيا وبحفاوة كبيرة، في حين كان يمكن إيفاد أحد أعضاء الحكومة”.
وتابع، “اخترنا هدنة إرادية بـ72 ساعة طيلة الندوة الدولية حرصا على وحدة تونس أمام العالم، لكن وزير خارجية التدابير والرئيس خرقاها بهاته الفعلة الخرقاء”.
ومن جانبه، قال “محمد الأسعد عبيد”، الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، إن “القذافي ورؤساء الجزائر لم يفعلوها علنا، استقبال رسمي لجماعة لا يعترف بها أحد إلا القليل وفي زوايا مظلمة !؟
وشدد على أن ” الدولة المغربية هي من الأوائل الذين وقفوا مع تونس في محنة “كوفيد 19” وفي الأزمة السياحية التي ضربت تونس خلال 2014”، وقال إن ” الصحراء هو موضوع مغربي ولا يحق لنا أن نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة”.
وخاطب النقابي نفسه، قيس سعيد، “من كلفك لكي تعترف بجماعة منشقة على الدولة المغربية، بهذه الحماقة لقد خلقت أزمة دبلوماسية بين دولتين شقيقتين منذ زمن بعيد”.
وتابع، “أيها الشعب المغربي الشقيق معذرة وألف معذرة وأنتم أفضالكم على شعبنا كبيرة جدا وأنا النقابي ابن النقابي لا يمكن أن أنسى خروج الشعب المغربي الشقيق عن بكرة أبيه في أكبر مظاهرة في تاريخ المغرب العربي الكبير يوم اغتالت أيادي الغدر المناضل النقابي الكبير فرحات حشاد سنة 1952، لقد خرج الشعب المغربي في مظاهرة غاضبة تنديدا بالاغتيال الغادر قبل خروج الشعب التونسي “، مضيفا، “شنوا هالغباء السياسي الذي يمارسه المنقلب؟”.
وبدوره، اعتبر الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي التونسي، “غازي الشواشي”، أن قيس سعيد يتجه نحو تدمير علاقتنا مع الدول الشقيقة والإضرار بمصالحنا الدبلوماسية والاقتصادية.
وفي سياق متصل، وصف محمد كريشان، الإعلامي التونسي بقناة الجزيرة، ما قام به الرئيس التونسي، قيس سعيد، باستقبال زعيم الانفصاليين بشكل رسمي، بـ”سقطة تاريخية فادحة في تعامل الدولة التونسية مع قضية الصحراء” مشيرا “كان تقليدا راسخا لعقود حرص تونس على عدم التورط في هذه القضية بأي شكل من الأشكال.. إلى أن جاءت خطوة قيس سعيّد لتنسف كل ذلك.. تماما كما نسف كل مقومات الديمقراطية وكل هيبة لدولة تحترم نفسها. الله المستعان”.
وزاد كريشان، خلال تغريدات مُتفرقة، على حسابه الرسمي بـ”تويتر” أن “ما قام به الرئيس قيس سعيد مغامرة بلا أفق تهدد بدخول تونس إلى نفق مظلم ومرحلة من التيه. الله يحفظ تونس من كل سوء”.
واستدعت الخارجية المغربية مساء امس الجمعة، سفير المغرب في تونس “حسن طارق” احتجاجا على استقبال الرئيس التونسي المثير للجدل قيس سعيد زعيم جبهة “البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي”.
ووصل غالي، إلى العاصمة تونس للمشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا التيكاد 8 قادما على متن طائرة جزائرية قادمة من تندوف.