يشكل الإنتشار الكبير للهاتف النقال في صفوف التلاميذ، وما يرافقه من سوء استثمار واستغلال واستعمال هذه الأداة، وتوظيفها التوظيف السلبي السيء، نقطة سوداء سواء داخل المؤسسة التربوية أو خارجها، ينجم عنه الكثير من المشاكل والعواقب الوخيمة، على التلميذ ومساره الدراسي، وحتى على توازنه النفسي والإجتماعي والتربوي والأخلاقي. ويُمكن إجمال بعض تلك العواقب فيما يلي :
ـ انشغال التلميذ، بل هَـوسُه بالهاتف النقال، قد يؤدي به إلى السقوط في حالة إدمان التعاطي لهذه الأداة. ما يجعله مرتبطا بها أشد الإرتباط، وملتصقا بها في كل أوقاته، حتى خلال حصصه الدراسية. وهو ما يعني ضياع أوقات ثمينة، ربما قد تنتهي بالعزوف عن الدروس، وإهمال إنجاز الواجبات الدراسية، وعدم الإهتمام بمطالعة ومراجعة الدروس، ما قد يدفع إلى الفشل الدراسي، بل والإنقطاع عن الدراسة..
ـ إفساد الحصص الدراسية، نتيجة التشويش والإزعاج المتعمد أو غير المقصود الناتج عن الرنات المختلفة الصادرة عن مختلف الهواتف التي يحوزها التلاميذ.
ـ صرف التلميذ عن استثمار أوقاته في تحريك مواهبه، والقيام بإبداعات وبأعمال إيجابية في مختلف المجالات (رسم، موسيقى، مسرح، بيئة..)
ـ المساهمة في استفحال الغش في صفوف التلاميذ، عند اجتياز الفروض والإختبارات والإمتحانات، ما يعني تعويدهم على التهاون في الإهتمام بالدروس، وعزوفهم عن تهيئها وامرجعتها. وبالتالي الدفع بهم نحو الفشل الدراسي.
ـ الحيلولة دون تقوية روابط التواصل الإيجابي للتلميذ مع محيطه (تلاميذ، أصدقاء..) وتقوية إمكانية إنزلاقه نحو العزلة السلبية والفضاء الإفتراضي، وبالتالي الإنحراف، ناهيك عن هدر أوقات مهمة لا تعوض.
ـ تمثـل وتشرُّب التلميذ لمجموعة من القيم الهدامة، التي تنعكس سلبا على بناء شخصيته ومساره الدراسي، نتيجة تقاسم صور وفيديوهات ووثائق، ذات مضامين مُخلة بالأخلاق السوية (إباحية، عنيف، كراهية..)
ـ ربط علاقات مشبوهة باستعمال الهاتف النقال (عاطفية، عصابات، إدمان، انحراف..) قد تورط التلميذ في أعمال إجرامية (مخدرات، سرقة، زنا…)
ـ تبذير مصاريف مهمة في اقتناء آخر صيحات النقال، وفي تعبئتها، وهو ما يرفع من كلفة التمدرس على الآباء..
ـ تنامي ظاهرة سرقة الهواتف فيما بين التلاميذ، رغبة في الحصول على « موديلات » تليق بطموحاتهم ورغبتهم في فرض الذات، ما يشعل صراعات وشجارات تنعكس سلبا على العلاقات التربوية، والمردود الدراسي..
ـ التأثير السلبي على صحة التلميذ البدنية والنفسية (الجهاز السمعي مثالا لا حصرا..)
إن هذا الوضع الوخيم الذي فرضه استفحال انتشار المحمول في صفوف التلاميذ داخل المؤسسات التربوية، وهذه النتائج الكارثية التي ينتجها على مستوى أدائهم الدراسي، ومستوى علاقاتهم التربوية والسلوكية والأخلاقية، وحتى على مستوى رسالة المؤسسات التعليمية نفسها، ليرمي بالمسؤولية جسيمة، على عاتق كل المتدخلين، والشركاء الفاعلين في العملية التربوية. وخاصة المؤسسات التربوية، والآباء وممثليهم. وفعاليات المجتمع المدني ذات الإهتمامات التربوية..