نظم نشطاء حقوقيون وقفة أمام المستشفى الإقليمي محمد السادس بمدينة المضيق، بعد زوال اليوم الإثنين، تنديدا بما تعرضت له الطفلة سلمى الياسيني، أثناء خضوعها لعملية جراحية بسيطة لاستئصال اللوزتين، معتبرين أن ما وقع “مهزلة وفصيحة طبية”.
وتحولت عملية استئصال اللوزتين التي خضعت لها الطفلة سلمى (8 سوات)، يوم الأربعاء 21 دجنبر الماضي، إلى مأساة وصدمة كبيرة لدى الرأي العام المحلي، بعدما دخلت الطفلة في غيبوبة مستمرة منذ 12 يوما، فيما وصل الملف إلى البرلمان، بينما يطالب والدها بفتح تحقيق.
الوقفة التي دعت إليها “العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان”، شاركت فيها أسرة الطفلة سلمى، حيث تم رفع شعارات غاضبة تحمل مسؤولية ما حدث للطفلة إلى وزارة الصحة.
وفي هذا الصدد، أوضح عادل اتشيكيطو، رئيس “العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن هذه الوقفة الرمزية تأتي من أجل إثارة انتباه الرأي العام إلى واقعة الطفلة وعدم اهتمام المسؤولين بالرباط للوضع الصحي في هذه المنطقة.
وقال الحقوقي في كلمة له خلال الوقفة، إن العالم الذي وجه أنظاره للمغرب بعد إنجاز المنتخب المغربي في مونديال قطر، يجد في محركات البحث أن طفلة دخلت لمستشفى عمومي لإجراء عملية جراحية بسيطة، خرجت جثة هامدة إلا من الروح التي تشري فيها.
وانتقد المتحدث في كلمته، المسؤولين “الذين لا يراعون أي اهتمام لما يتعرض له أبناء المغاربة في المستشفيات”، داعيا إياهم إلى أن يعالجوا أبناءهم في مستشفى مثل مشفى المضيق “ليذوقوا معاناة المواطنين”، وفق تعبيره.
من جانبه، قال والد الطفلة سلمى الياسيني، إن ابنته تركت مقاعد الدراسة يوم الأربعاء 21 دجنبر، من أجل إن تجري عملية جراحية بسيطة لاستئصال اللوزتين، إلا أنها لم تخرج من المستشفى رغم مرور 12 يوما.
وأوضح الأب أن ابنته البالغة 8 سنوات والتي تدرس في المستوى الثاني ابتدائي، بين الحياة والموت في قسم الإنعاش بمستشفى سانية الرمل بتطوان، بعدما توقفت جل وظائف الدماغ، مطالبا وزير الصحة بفتح تحقيق فيما وقع.
توقف القلب
وبدأت الواقعة يوم الأربعاء 21 دجنبر الجاري، حينما دخلت الطفلة سلمى الياسيني لغرفة العمليات بالمستشفى الإقليمي للمضيق، من أجل استئصال اللوزتين، غير أن الطاقم الطبي احتفظ بالطفلة لأزيد من 3 ساعات داخل غرفة العمليات بسبب عدم استفاقتها من التخدير.
وعقب ذلك، قرر الطاقم الطبي نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي “سانية الرمل” بتطوان في حالة غيبوبة، ليكتشف الأطباء تعرضها لشلل حركي وفقدان القدرة على السمع والنطق، وهو الوضع الذي استمر منذ ذاك التاريخ وإلى حدود كتابة هذه الأسطر.
وبحسب ما كشفه مصدر طبي رفيع بمستشفى “سانية الرمل” بتطوان لجريدة “الملاحظ جورنال”، فإن الطفل التي لا تزال في حالة غيبوبة منذ 8 أيام، تعرضت لتوقف قلبي مفاجئ أثناء إجراء عملية استئصال اللوزتين بالمضيق، مشيرا إلى أن وظائف الدماغ لديها شبه مشلولة.
وأوضح مصدر الجريدة، أن الطفل دخلت في هذه الحالة بسبب التوقف القلبي المفاجئ خلال العملية، لافتا إلى أنها لا تزال في حالة غيبوبة بقسم الإنعاش بمستشفى تطوان، ووضعها الصحي حاليا مستقر، لكن لا يمكن التكهن بالتطورات الممكنة خلال الساعات المقبلة، خاصة في ظل توقف مختلف وظائف الدماغ.
الملف يصل البرلمان
ووجه البرلماني عن دائرة المضيق الفنيدق، محمد العربي المرابط، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، للمطالبة بفتح تحقيق حول ما تعرضت له الطفلة سلمى داخل مستشفى محمد السادس بالمضيق، مشيرا إلى أن أسرتها تعيش كابوسا حقيقيا.
وقال عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إن عملية استئصال اللوزتين تحولت إلى كارثة صحية، فقدت على إثرها الطفلة المعنية حاستي البصر والسمع وأصيبت بشلل في الحركة، مطالبا بفتح تحقيق في هذه النازلة التي قلبت حياة الطفلة وأسرتها رأسا على عقب، وذلك لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات.
من جانبه، وجه البرلماني عن الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبد النور الحسناوي، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة في نفس الموضوع،، مسائلا الوزير عن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها وزارته لإنقاد الطفلة سلمى اليسيني.
واعتبر أن “الوضعية الكارثية لمستشفى محمد السادس بالمضيق، فضلا عن اللامبالاة التي يتعامل بها مسؤولو المستشفى، ساهما في كارثة صحية غير مسبوقة، بعدما فقدت الطفلة سلمى اليسيني لِحاستي البصر والسمع فضلا عن إصابتها بشلل في الحركة”.
وقال الحسناوي في سؤاله، إنه “في ظل هذا الاستهتار الذي أصبح يميز خدمات هذا المستشفى، من المتوقع أن تسجل حالات مماثلة”، مشددا على أن هذا الأمر يتطلب إيفاء لجنة خاصة لمعاينة الوضع وتحديد المسؤوليات مع ترتيب الجزاءات.