تصوير رشيد الرزيقي
في إطار تمتين العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية في المجال البيئي والسياحي،خلدة يوم 11 ماي 2016 بمدينة مراكش الذكرى المئوية لتأسيس إدارة المنتزهات الأمريكية (الحوض العظيم ) بتوقيع إتفاقية شراكة بين هذه المنتزهات والمنتزه الوطني لتوبقال.
استهلت أشغال هذا الحدث السياحي البيئي بكلمة السيد المندوب السامي للمياه والغابات عبد العظيم الحافي الذي أكد على الإشادة بالتعاون بين المؤسستين الامريكية والمغربية،لغاية الحفاض على الموارد الطبيعية وسلامة الغابات،وتسطير سياسة وطنية مبنية على إستحضار آليات محاربة التصحر، والحرائق،ومواجهة كل أشكال الكوارث البيئية بوضع إستراتيجية بينية تواكب تبادل الخبرات لتيسير توضيف سياسة وطنية تسعى إلى خلق المحميات،والمحافضة على الموارد الطبيعية والساهمة في التنمية،عبر إنتهاج مخرجات الإقتصاد الإجتماعي للتهيئ للمصالحة بين الإنسان وبيئته،إستنادا على رؤية إيكولوجية نشيطة وفاعلة،علاوة على إستحداث تعاونيات،وتفعيل سياسة الدعم للدفع بالمشاريع الحيوية ذات الصلة بالجلات البيئية تأسيسا على تنزيل بنود الإتفاقية المبرمة بين الحوض العظيم والمنتزه الوطني لتوبقال كما تناول المندوب مفاصل التصورات المحددة لمشروع الوثيقة مذكرا بأهمية الحدث،وإستعراض كل الإشكالات والمعوقات مع إقتراح الحلول لها.
ومن تجليات الكلمة التي ألقاها السفير بوش الإشارة إلى الخطوط العريضة للمرتقب من الإتفاقية،منوها بالأدوار الحاسمة التي لعبتها إدارة المنتزهات الأمريكية منذ سنة 1916في التدبير المستدام للموارد الطبيعية والثقافية الغنية لفائدة الأجيال الأمريكية المتعاقبة على المستويين التثقيفي والتعليمي،والقدرة على التماهي مع معطيات المعرفة المتطورة للطبيعة،كما أومأ في معرض مداخلته إلى أن سياسة الدعم للمنتزهات الوطنية هي تقليد قديم،وظف للعناية بها.
ومن خلال ثقته بالنموذج والقدوة دعا المغاربة إلى الإلتزام بالحفاظ على الكنوز الوطنية للمغرب،بإعتبار دور المنتزهات الوطنية في جلب السياح،والتعريف بالتنوع الثقافي للمغرب.
وتأكيدا لهذا الدور لاحظ أن المحميات والمنتزهات والمواقع الوطنية البيئية بالمغرب تحضى بجاذبية سياسية كبيرة،شأن منتزهات الولايات المتحدة الأمريكية.
واستحضارا لقوة المنطق السياحي المبني على المشاهدة والمعاينة أشار إلى أهمية المناضر الطبيعية الخلابة لبحيرة(إفني)والقمة الثلجية لتوبقال،لما يوفرانه من فرص كبيرة للتنمية السياحية على نحو المستدام لهذه المنطقة.
وكانت اللحظة المضيئة في خطاب السفير التذكير بأهمية الشراكة/إتفاقية،وإعتمادها نقطة تحول في الشأن السياحي يضمن جعل إمكانيات توبقال مصدر جذب سياحي بإمتياز.
وتقيما لأهمية الإتفاق إعتبر هذه الخطوة إلتزاما من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لحماية الموارد الطبيعية بالبلدين عبر تبادل الخبرات وتتبع المستجدات في المجال البيئي.
وعبرت السيدة المختاري مديرة المنتزه الوطني لتوبقال عن تجاوبها مع الحدث فكشفت عن بعض مفاصل المنتزح للتذكير بالنشأة والمصار وتأكيد المعلومات بإستغلال حقل الصورة وعرض البيانات وتقديم الأرقام وتحقيق الأهداف السياحية من خلال العمل على تقديم منتوج سياحي يناغم ويصالح بين الإنسان وبيئته،غير غافلة عن التذكير بأهمية توقيع إتفاقية التعاون بين المنتزهين لتقديم منتوج رؤيوي سياحي يقوم على تبادل الخبرات واستثمار الأبحاث العلمية ذات العلاقة بالمجال.
ويعتبر العرض الذي قدمه مدير الحوض العظيم عرضا قدم تصورا عاما مشفوعا بمعلومات ضافية تناولت مختلف النشاطات والأدوار والنتائج التي تميز بها العمل بالحوض العظيم بأمريكا كما عبر عن متمنياته بأن ينطلق العمل لبنود الإتفاقية في أفق صياغة سياسة بينية سياحية ذات مردودية ونجاعة على المحيط والساكنة.