بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار الذي يصادف العاشر من شتنبر من كل سنة، دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات والمجتمعات المحلية والأسر والمجتمع المدني والأفراد إلى “خلق الأمل من خلال العمل” ودعم الناجين وجميع الذين فقدوا أحباءهم بسبب هذه الفاجعة.
وقال تقرير نشره موقع أخبار الأمم المتحدة إن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 700 ألف شخص حول العالم يموتون كل عام بسبب الانتحار، فيما يزيد عدد الذين يحاولون الانتحار عن ذلك الرقم بكثير.
ووفقاً للتقرير العالمي المعنون “الانتحار في العالم في عام 2019: التقديرات الصحية العالمية”، فإن أكثر من 77 في المائة من حالات الانتحار تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، بما في ذلك بلدان إقليم شرق المتوسط حيث قُدِّر عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب الانتحار بأكثر من 41 ألف شخص عام 2019.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الانتحار يعتبر من المشاكل الأساسية للصحة العامة وله عواقب اجتماعية وعاطفية واقتصادية وخيمة. كما يعد المسبب الرابع للوفيات بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15و29 عاما حول العالم.
وفي هذا السياق، قال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري: “إن الانتحار عمل مأساوي يدل على اليأس، وتتطلب الوقاية منه إيلاء مزيد من الرعاية والاهتمام بالمجتمعات وفيما بين أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية وغيرهم. ومن شأن اتخاذ الإجراءات الفعالة في الوقت المناسب من قبل جميع أصحاب المصلحة – أي الحكومات، ومؤسسات المجتمع المدني، والمجتمعات، والأسر، والأفراد – أن يخلق الأمل ويحد من السلوك الانتحاري”.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن منع الانتحار يتطلب تنفيذ تدخُّلات فعالة مبنية على أدلة. وأوصت المنظمة باتخاذ الإجراءات لتقليل قدرة الوصول إلى وسائل الانتحار، مثل مبيدات الآفات والأسلحة النارية وبعض الأدوية، والتفاعل مع وسائل الإعلام من أجل ضمان تغطية إعلامية تتحلى بالمسؤولية لحالات الانتحار.
كما أوصت بتعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى المراهقين وضمان تحديد السلوكيات الانتحارية لدى الأشخاص المتأثرين بها بشكل مبكر، وتقييم حالتهم ومعالجتهم ومتابعتهم.
وفي وقت سابق، قال وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت الطالب، إن نسبة انتشار محاولات الانتحار تقدر بحوالي 6.5 بالمائة في أوساط تلاميذ الإعداديات المغربية، في حين تقدر بـ2.1 بالمائة ضمن الساكنة العامة بالدار البيضاء، وفق دراسات متفرقة ومحدودة ترابيا.
وأوضح وزير الصحة ضمن جوابه على سؤال كتابي للبرلمانية عن الفريق الحركي فدوى محسن الحياني، أنه لا توجد حاليا دراسة وطنية علمية شاملة حول ظاهرة الانتحار ببلادنا، مبرزا أن بعض الدراسات المتفرقة كشفت أن استعمال المواد الكيمائية السامة (المبيدات الحشرية) من الوسائل الشائعة المستعملة في الانتحار ومحاولة الانتحار بالمغرب.
في السياق ذاته، قال المسؤول الحكومي، إن 12 بالمائة من الجثث التي تم تشريحها بمركز الطب الشرعي بالدار البيضاء خلال سنة 2017، أظهرت أن سبب الوفاة هو الانتحار، مبرزا أنه تم استشفاء 43 حالة محاولة الانتحار عند الأطفال (أقل من 14 سنة) في ظرف سنتين بمصلحة الطب النفسي للأطفال والمراهقين التابع للمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء.
ووفقا لتقديرات دورية لمنظمة الصحة العالمية فإن نسبة الانتحار بالمغرب تقدر بـ7.2 حالة لكل 100 ألف نسمة (2019)، في حين أشار جواب الوزير إلى أنه لوحظ انخفاض معدلات الانتحار لدى كلا الجنسين ما بين 2019-2000، حيث انخفضت هذه النسبة من 9.9 حالة لكل 100 ألف نسمة سنة 200 إلى 7.2 حالة لكل 100 ألف نسمة سنة 2019.
فيما يخص العوامل المؤدية إلى ظاهرة الانتحار، أشار أيت الطالب إلى أن الهدر المدرسي والخلافات العائلية والعنف الجنسي من السوابق الشخصية الشائعة عند الأطفال الذين قاموا بمحاولة الانتحار، والذي تم استقبالهم بمصلحة المستعجلات بمستشفى الأطفال التابع للمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط بين 2012 و2015.
وبحسب المصدر ذاته، فإن استعمال المواد الكيميائية السامة (المبيدات الحشرية) يعتبر من الوسائل الشائعة المستعملة في الانتحار ومحاولة الانتحار بالمغرب، نظرا لسهولة الوصول إليها.
في هذا الإطار، أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أن وزارته اتخذت إجراءات من أجل الحد من الوصول إلى وسائل الانتحار خصوصا بالمواد الكيميائية السامة، إضافة إلى إعداد برامج تربوية لتقوية المهارات الاجتماعية والنفسية عند الأطفال والمراهقين، وتقوية التدخلات المتعلقة بالاستماع والدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المعرضين. إقرأ المزيد : https://al3omk.com/869871.html