اجتاحت، خلال الأيام القليلة الماضية، حشرة “البق” كافة وسائل النقل في العاصمة الفرنسية باريس، وبعض المحلات التجارية، وفنادق وحتى القاعات السينمائية؛ فيما تسابق السلطات الفرنسية الزمن، من أجل الحد من انتشار هذه الحشرة المضرة، خصوصا وأنها على أبواب تنظيم الألعاب الأولمبية باريس 2024.
وكشفت صحيفة “لوبارزيان”، عن وجود حشرات “البق” في القطار فائق السرعة “تي جي في” الذي يربط بين العاصمة ومدينة مارسيليا، وذلك وفق ما وثقه أحد الركاب خلال مقطع فيديو.
ومن أجل الحد من انتشار هذه الحشرة الصغيرة المضرة، تعهدت الحكومة الفرنسية باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية “لطمأنة وحماية” المواطنين، حيث قال وزير النقل الفرنسي، كليمنت بون، الجمعة، إنه “سيجمع مشغلي النقل الأسبوع المقبل، لاتخاذ المزيد من الإجراءات لطمأنة وحماية الجمهور من الزيادة المبلغ عنها في أعداد الحشرة الماصة للدماء”.
من جهته وصف نائب عمدة باريس، إيمانويل جريجوار، في حديثه لمحطة التلفزيون الفرنسية “إل سي إي”، الظاهرة بأنها “واسعة النطاق”، حيث قال: “عليك أن تفهم أنه في الواقع لا يوجد أحد في مأمن، ومن الواضح أن هناك عوامل خطر، ولكن في الواقع، يمكنك التقاط بق الفراش في أي مكان وإعادته إلى المنزل”.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه العاصمة باريس عن ارتفاع “واسع النطاق” في أعداد بق الفراش، الذي يعتبر من بين الحشرات الماصة للدماء؛ قال خبير في الهيئة الوطنية للصحة والصرف الصحي في فرنسا، إن المشكلة “ظاهرة ناشئة في فرنسا وفي كل مكان في العالم تقريبا”.
بدورها، قالت عضو قسم تقييم المخاطر في الهيئة الوطنية للصحة والصرف الصحي في فرنسا، جوهانا فيت، في حديثها لشبكة “سي إن إن”، إن انتشار هذه الحشرة “يرجع بشكل أساسي إلى حركة الأشخاص، وسفر السكان، وحقيقة بقاء الأشخاص في أماكن إقامة قصيرة الأجل وإحضار بق الفراش إلى حقائبهم أو أمتعتهم”.
و”بق الفراش” هو حشرة صغيرة لا تتجاوز 7 ملمترات، إلا أن مشاكلها أكبر منها، وباتت تشكل مصدر قلق لكافة أفراد الأسر القاطنة في باريس، التي تعاني صعوبات جمّة في التصدي لغزوها لمنازلها، كما أصبحت مصدر قلق أيضا بالنسبة لبلديات المدن الفرنسية بسبب سرعة انتشارها وتوسعها في بعض المرافق العامة.
ويعتبر “بق الفراش” حشرة صغيرة بدون أجنحة، ذات لون بني مائل للأحمر، يتراوح حجمها بين 4 و7 ملم، تمتص دم الإنسان، وتسبب له حكة شديدة يمكن أن تتفاقم إلى تهيج جلدي لدى بعض الأشخاص. حيث تتغذى على الدم فقط، ويجب أن تتناول “وجبات دم منتظمة” للبقاء على قيد الحياة.
إلى ذلك، طلبت مدينة باريس، من الحكومة الفرنسية، الخميس الماضي التعجيل بمعالجة مشكلة بق الفراش بعد “العودة الكبيرة لهذا النوع الطفيلي”، وظهوره في دور السينما، والقطار فائق السرعة ومترو الأنفاق الباريسي.
تجدر الإشارة إلى أن مكافحة انتشار “بق الفراش” في المنازل، تعتبر من الأمور المعقدة والتي يمكن أن تستغرق أسابيع إلى شهور؛ وبحسب موقع الوكالة الأمريكية، فإن “احتمالية نجاحك في القضاء عليها، يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك عددها، وأماكن اختبائها، وأيضا إذا ما كان منزل جيرانك يعرف انتشارا لبق الفراِش أم لا”.