لازال نظام الكابرانات بدولة الجزائر يمارس سلطته الديكتاتورية العسكرية، في حق كل من ينتقد سياسته التفقرية والتهمشية لشعب المليون شهيد الذي ضاقت عليه الأرض بما رحبت.
وفي هذا السياق، اعتقلت عناصر تابعة للشرطة العسكرية بحي الحمري وسط مدينة وهران الجمعة الماضية، أمام مسجد أثناء تأدية خطبة الجمعة، وذلك على خلفية انتقاده للسلطة المحلية التي تستعين بعدد كبير من سيارات الدولة خلال أداء مهامها، أو خارج أوقت العمل، الأمر الذي يساهم في تدهور الوضع وتفقير الشعب، في مقابل حصول الموظفين والمقربين من النظام الحاكم على أموال طائلة وغير قانونية، عن طريق ابتزاز المواطنين وتهديدهم بالسجن، على حد تعبيره..
ومباشرة بعد اعتقاله من فوق منبر الجمعة، قرر رئيس القسم الجزائي لدى محكمة العثمانية في وهران، إيداع إمام مجسد علي بن أبي طالب، المدعو “غوثي محمد علي” ، رهن تدابير الحبس المؤقت، مع تأجيل جلسة محاكمته، إلى حين التحقيق معه في المنسوب إليه.
ووجهت المحكمة للامام تهمة إهانة موظفين عموميين أثناء أداء مهامهم ترويج أخبار كاذبة ومغرضة بأية وسيلة كانت من شأنها المساس بالأمن العمومي، أو النظام العام وممارسة وظيفة عمومية بغير صفة.
هذا، وتداول مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر، مقطع فيديو للإمام غوثي، وهو ينتقد بعضا من مظاهر البذخ واستغلال الثروة من طرف سلطات نظام العسكر، معتبرين خطبة الامام بمثابة شمعة أضاءت عقول الشعب الجزائري الذي يستعد لإحياء ذكرى 22 فبراير، التي تؤرخ ليوم انطلاق “الحراك الشعبي” بالجزائر، والذي طالب من خلاله الجزاىريون بإسقاط نظام العسكر وتعويضه بنظام الدولة المدنية الشعبية.