تزكية الأميين في العالم القروي… بين رهان الأصوات واستغلال الهشاشة
تُثير ظاهرة منح التزكيات الحزبية لأشخاص أميين في عدد من الجماعات القروية الكثير من الجدل، حيث يُطرح سؤال الكفاءة في مقابل الولاء والقدرة على استمالة الأصوات.
في وقت ترفع فيه الأحزاب شعار تجديد النخب، تواصل تزكية مرشحين يفتقرون لأي مؤهل تعليمي أو إداري، فقط لأنهم يُعتبرون “أعياناً محليين” أو يملكون مفاتيح التأثير داخل الدوائر القروية. هذا الواقع لا يضعف فقط مصداقية المؤسسات المنتخبة، بل يُفقد المواطن ثقته في العملية السياسية برمتها.
وتحذّر فعاليات مدنية من أن استمرار هذا النهج يُكرّس التهميش السياسي في القرى، ويُفرغ المجالس من دورها التنموي، خصوصًا حين يُنتخب أشخاص لا يملكون أدوات القرار ولا قدرة على تتبع الملفات أو الدفاع عن مصالح الساكنة.
الرهان اليوم، حسب مراقبين، يجب أن يكون على تأهيل النخب المحلية، وربط التزكيات بمعايير الكفاءة والنزاهة، لا بحسابات انتخابية ضيقة. فالعالم القروي لا يحتاج إلى “وجهاء انتخابيين”، بل إلى ممثلين حقيقيين قادرين على الترافع، والمساهمة في فك العزلة وتحقيق التنمية.