المحمدية: مدينة “الزهور” التي ذبلت في صمت
لم تعد المحمدية تلك المدينة الهادئة، النظيفة، والمزهرة التي ألِفها المغاربة لعقود. تحوّل لقب “مدينة الزهور” إلى ذكرى جميلة ترددها الألسن، بينما الواقع يروي قصة مدينة تعاني من الإهمال، سوء التدبير، وتراجع الخدمات الأساسية.
في السنوات الأخيرة، ظهرت مؤشرات واضحة على التراجع: مساحات خضراء تُباد، أزقة متآكلة، انتشار الأزبال، وغياب رؤية تنموية قادرة على إعادة الاعتبار للمدينة التي كانت ذات يوم نموذجًا في الجمال والتنظيم. التلوث الصناعي، اختناق مروري، وسوء صيانة البنية التحتية جعلوا من المحمدية مدينة تُختنق في صمت.
المسؤولية مشتركة بين المجالس المنتخبة المتعاقبة التي انشغلت بصراعاتها الداخلية، والمصالح الإدارية التي فشلت في فرض الجودة والمحاسبة، في ظل غياب تام لإشراك المواطن في رسم مستقبل مدينته.
أمل المحمدية في التعافي لن يتحقق بالشعارات، بل بحكامة جديدة، ونخب تؤمن بأن المدن ليست فقط بنايات، بل كرامة عيش وهوية متجددة.