“تسونامي” يهدد سواحل المحيط الهادئ بعد زلزال كامتشاتكا المدمر
ضرب زلزال عنيف بقوة 8.8 درجة قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية ليل الثلاثاء، مسببًا تحذيرات دولية من أمواج مدّ عالٍ (تسونامي) قد يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار، وتهدد سواحل اليابان وروسيا، وأرخبيل هاواي، وصولاً إلى الفلبين، إندونيسيا، المكسيك، بيرو، الإكوادور، والصين.
وصلت أولى أمواج التسونامي، بارتفاع 30 سنتيمتراً، إلى جزيرة هوكايدو شمال اليابان صباح الأربعاء، وسط تحذيرات من هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “إن إتش كاي” من أمواج لاحقة قد تكون أعلى بكثير. وكانت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية قد توقعت أمواجًا يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار على طول السواحل الشمالية والشرقية للأرخبيل.
وفي خطوة احترازية، أجلت شركة “تيبكو” المشغلة لمحطة فوكوشيما للطاقة النووية جميع العاملين، مؤكدةً عدم رصد أي أمور غير طبيعية في المنشأة. دعت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية السكان إلى عدم الاقتراب من الساحل حتى يتم رفع التحذير.
في هاواي، دعت إدارة الطوارئ في هونولولو إلى إخلاء بعض المناطق الساحلية، وأمر خفر السواحل الأميركي بإخلاء جميع الموانئ التجارية وإغلاقها أمام حركة السفن القادمة. أصدر المركز الأميركي للإنذار المبكر من التسونامي تحذيرًا من “موجات تسونامي خطيرة” على طول سواحل روسيا واليابان وأجزاء من ألاسكا وجزيرة غوام، وكذلك في كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن وكولومبيا البريطانية.
في روسيا، أفاد حكام الأقاليم بعدم تسجيل إصابات بعد الزلزال الأقوى “منذ عقود”، إلا أنه صدرت أوامر بإخلاء بلدة سيفيرو كوريلسك في منطقة سخالين. وأعلن وزير الطوارئ في كامتشاتكا تسجيل تسونامي بارتفاع يتراوح بين 3 و4 أمتار في أجزاء من المنطقة.
و أعلنت السلطات لاحقا عن سقوط عدد من الجرحى في كامتشاتكا، مع استمرار التحذيرات من هزات ارتدادية قوية قد تصل قوتها إلى 7.5 درجة لمدة شهر على الأقل. وامتدت التحذيرات لتشمل دولاً أخرى على حافة المحيط الهادئ: الفلبين نصحت بالابتعاد عن الشواطئ، وإندونيسيا أصدرت تحذيرًا من تسونامي بارتفاع أقل من 0.5 متر، والمكسيك أمرت الحكومة بإبعاد السكان عن المناطق الساحلية، وبيرو أصدرت البحرية تحذيرًا من تسونامي، والإكوادور أمرت بـ”إخلاء احترازي” للشواطئ في أرخبيل غالاباغوس، وأخيرًا الصين أصدرت تحذيرًا من خطر حدوث تسونامي في مناطق عدة على سواحلها الشرقية.
وتستمر السلطات في جميع المناطق المتأثرة بمراقبة الوضع عن كثب، داعيةً السكان إلى توخي أقصى درجات الحذر والالتزام بتعليمات الإخلاء والبقاء بعيدًا عن المناطق الساحلية.