ثبت السفير الدائم للمغرب بهيئة الأمم المتحدة، عمر هلال، ممانعة المغرب للتحرك الظاهر للجبهة الإنفصالية (بوليساريو) في الثالث (3) من يناير 2018، بالمنطقة العازلة (الكركرات)، وكان موضوع بيان صدر أمس السبت 6 نفس الشهر، عن الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس”، والتقى وصفه من قبل نفس البيان الأممي بالموقف المغربي الذي يرتئي في تحرك الجبهة الأخير بالمنطقة العازلة “استفزازا”، شاطر الأمين العام للأمم المتحدة في شأنه من خلال البيان، المملكة المغربية “بشكل كامل قلقها العميق إزاء انتهاكات الإتفاقات العسكرية والتهديدات بخرق وقف إطلاق النار من طرف (البوليساريو)، تبعا لما أدرجه مصدر الخبر كواليس اليوم، من حديث السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وبعيد التذكير بالظهور الأخير للجبهة الإنفصالية بالمنطقة العازلة (الكركرات)، وقامت أثناءه باعتراض سبيل المشاركين في “رالي تحدي الصحراء”، وغادرت المنطقة مضطرة بأمر من المينورسو، وثق السفير الدائم للمملكة لدى هيئة الأمم المتحدة، بأن المغرب عاد أول أمس (الجمعة 5 نفس الشهر) “إلى كبار المسئولين في الأمانة العامة للأمم المتحدة، ونبه أعضاء مجلس الأمن الـ15 لخطورة انتشار عناصر مسلحة جديدة من “البوليساريو” بالكركرات، صباح الجمعة، وتهديدات هذه الأخيرة بمنع مرور، يوم الاثنين 8 يناير، رالي “إفريقيا إيكو رايس”. ودعت المملكة كافة محاوريها لتحمل مسؤولياتهم فورا، وبشكل حازم ومطالبة “البوليساريو” بمغادرة منطقة الكركرات بشكل فوري ودون قيد أو شرط”، استنادا إلى ما تناقله مصدر الخبر من حديث السفير الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، عمر هلال، الذي أبرز خلال نفس الحديث بحسب ذات المصدر، بأن “المملكة تدين بشدة هذه الأعمال الاستفزازية المتكررة التي تقوم بها “البوليساريو”، والتي تنتهك الاتفاقات العسكرية، وتهدد وقف إطلاق النار القائم منذ سنة 1991 وتمس بشكل خطير بالأمن والاستقرار في المنطقة، معتبرا أن هذه التحركات غير المسؤولة من طرف “البوليساريو” تشكل تحديا للمجتمع الدولي وإهانة للأمين العام ولمجلس الأمن”.
وسجل الدبلوماسي المغربي، يورد نفس المصدر، “أن البيان الذي أدلى به الأمين العام للامم المتحدة واضح وقوي في الأمر الموجه إلى “البوليساريو” كي لا تعيق، بأي شكل من الأشكال، حرية التنقل المدني والتجاري. وهو ما يشكل رفضا قاطعا وقويا لاستفزازات (البوليساريو) ولعرقلتها لحرية التنقل في المنطقة العازلة في الكركارات”، فضلا عن ذلك، يستزيد السفير الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، بأن الأمين العام الأممي “أنطونيو غوتيريس” وجه “رسالة مباشرة وحازمة إلى (البوليساريو)”، عبر التأكيد على ضرورة “عدم اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع الراهن في المنطقة العازلة”، معلقا بالقول على تدخل الأمين الأممي بأن وجود “(البوليساريو) بالكركرات غير قانوني، لأنه ينتهك الإتفاقات السارية، ويسعى لتغيير وضع المنطقة، وبالتالي فثمة ضرورة ملحة لانسحاب (البوليساريو) فورا، ودون قيد أو شرط، من أجل العودة إلى الوضع الذي كان قائما”.
واعتبر السفير الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، عمر هلال، المناورات الحالية التي تقوم بها (البوليساريو) تنغيا “بشكل يائس إلى تكرار نفس سيناريو أزمة مارس وأبريل الماضيين”، سيما، وأن (البوليساريو)، قد أبانت بهذا بهذا الظهور بالمنطقة العازلة “عن قصور في الذاكرة، إذ نسيت أنه تم إجبارها على سحب عناصرها المسلحة من قبل مجلس الأمن الذي منحها مهلة 15 يوما للإمتثال لأمر الإنسحاب”، في ما أعرب عن الأسف العميق من هذا الظهور بالمنطقة، بالقول بأن “تكرار هذا السيناريو هو دليل على أن (البوليساريو) والجزائر، التي تمولها وتسلحها وتقتني العربات التي تقطع الطريق بالكركرات، لم يستخلصا العبر من فشلهما الذريع في أبريل الماضي”.
وضمن رد السفير الدائم للمغرب بهيئة الأمم المتحدة، عمر هلال، على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء، حول تذكير الأمين العام بالصلة بين انسحاب “البوليساريو” وضرورة تهيئة جو يفضي إلى استئناف الحوار السياسي، أجاب، بأن تحذير أنطونيو غوتيريس “مهم جدا لأن هذا الأخير يدرك أنه لا مجال لمسلسل سياسي عندما تختار الأطراف الأخرى الإستفزاز والتصعيد”، موضحا، بأن “المملكة المغربية، شأنها في ذلك شأن الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن، ترى أن استفزازات (البوليساريو)، تتناقض مع الجهود الحالية للسيد كولر لإحياء العملية السياسية”.
وحذر سفير المغرب، يقول المصدر مما تناقله عن وكالة المغرب العربي للأنباء، من أن “أي مسلسل سياسي غير ممكن طالما أمعنت الأطراف الأخرى في انتهاكاتها المتكررة للإتفاقات العسكرية ولوقف إطلاق النار، وكذلك في “تكتيكاتها المعتادة لإذكاء التوتر والتأزيم عشية الإستحقاقات الأممية”، وكما ذكر بذلك بيان الأمين العام الصادر هذا الصباح (أمس السبت 6 يناير2018)، يضيف السفير الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، عمر هلال، فإن “المسلسل السياسي بحاجة ماسة إلى جو من الهدوء واحترام الالتزامات المتعهد بها”.
وانتهى السفير الدائم للمغرب بهيئة الأمم المتحدة، عمر هلال، يقول المصدر، إلى أن “المملكة المغربية أوفت بالتزاماتها منذ أزمة العام الماضي ولم تقم بأي عمل يؤثر على الوضع بالمنطقة العازلة في الكركارات، كما أنها تتحلى بضبط النفس انسجاما مع الرغبة المعبر عنها من طرف الأمين العام، غير أن لصبرها حدود”.