تجري في أفق صدور التقرير النصف سنوي حول الصحراء المغربية، الذي من المرجح أن يعرض بعد أسبوعين على مجلس الأمن الدولي، تحضيرات ديبلوماسية مغربية داخل نفس مجلس الأمن الدولي، وتستهدف تحصين مسودة القرار من إدخال تعديل قد يمس بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية التي باتت مؤشرات إنهاء النزاع المفتعل حولها قوية.
سياسيا تتجه هذه المؤشرات تجاه اعتماد خيار الحكم الذاتي في ظل سيادة المملكة، وذلك، أمام تسجيل مجموعة من المعطيات السياسية التي برزت خلال الفترة الأخيرة، ويظل أقواها إلى جانب سقوط نظام الحكم بالجزائر، وموقف الحراك الشعبي الجزائري الذي رافق الممانعة على الولاية الخامسة والتمديد للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفيلقة، من وجود جبهة الإنفصال “بوليساريو” بأراضي جزائرية والإعتراض عليه، وقدامه تأكيد روسيا من العاصمة الرباط خلال زيارة وزير خارجيتها “سيرجي لافروف” الأخيرة، على ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو للتوصل إلى اتفاق بشأن تنفيذ قرارات مجلس الأمن، والقول في إطار هذا التوجه الروسي باعتماد (الحل التوافقي)، (يظل أقوى هذه المعطيات) النتائج التي خلصت إليها مائدة التفاوض في لقاء “جنيف” الأخير الذي شاركت فيه كل الأطراف بما فيها الجزائر، انعقاده في إطار المرجعية الأممية ذات قرار 2440 لمجلس الأمن الذي يؤكد في فقرته الثانية أن الهدف من هذه الطاولة المستديرة هو التوصل إلى حل واقعي وعملي وقائم على التوافق”، واتخاذ قرار إجراء جولة محادثات جديدة في الربع الأول من هذا العام 2019.
وحسب مصادر إعلامية متطابقة، بأن الرباط وواشنطن تعملان على حماية مسودة القرار رفقة أصدقاء وحلفاء المغرب بمجلس الأمن الدولي، قبل مروره إلى مرحلة فتح مناقشات مع أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين، من أجل وضع النقاط على الحروف وتفاديا لأي مفاجآت قد تحصل لحظة التصويت على القرار الأممي المرتقب، والذي قالت نفس وسائل الإعلام المتطابقة بأن جبهة بوليساريو أبدت تخوفات في شأنه، باعتبار معطيات كشفت عنها صحيفة بريطانية، بخصوص مفاوضات جارية في الكواليس بين الرباط وواشنطن من أجل إسقاط خيار الإنفصال بشكل نهائي في ظل الحراك الشعبي وتغير موازين القوى في الجارة الجزائر، بالإضافة، إلى ما أحدثه تصريح الرئيس الموريتاني الصحافي، من تعميق لهذه التخوفات داخل مخيمات “تندوف”، وأعلن خلاله عن رفض الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وجود دولة بين المغرب وموريتانيا، وهو نفس السياق الذي أوردت فيه صحيفة “ميديل إيست أي” البريطانية، استنفاد حل الإنفصال لصلاحياته، في ظل ما تعرفه وتشهده المنطقة المغاربية من تغيرات، تبعا للمعطيات الإعلامية التي ساقها نفس المصدر الإعلامي المتطابق.
تخوف “البوليساريو” من القرار الأممي المرتقب، قاد الجبهة الإنفصالية إلى البحث عن عضو دائم العضوية بمجلس الأمن الدولي، حيث التجأ إلى روسيا من أجل البحث عن صوت داعم خلال المناقشة المقبلة للتقرير حول مسألة تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة بالصحراء “المينورسو”؛ فقد التقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية للتنظيم الانفصالي، الأسبوع الماضي، مع الممثل الخاص لرئيس الإتحاد الروسي المكلف بالشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي.
وإذ إلى هذا، من المتوقع بحسب ما أوردته “هسبريس”، أن يحل وفد مغربي بجمهورية روسيا الإتحادية، وذلك، في إطار التحركات الدبلوماسية مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، خصوصا، أن موسكو يقول مصدر الخبر، تحاول دائما في اللحظات الأخيرة أن تضفي نوعا من التوازن على القرار النهائي، وذلك، بعد لقاء وزير الخارجية والتعاون “ناصر بوريطة” الأسبوع الماضي بالرباط، تزامنا مع شروع مجلس الأمن الدولي في مناقشة ملف الصحراء قبل تجديد ولاية بعثة “المينورسو” في 29 أبريل هذه السنة 2019، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، المكلف بملف الصحراء، “ديفيد هيل”.