عبد الرزاق القاروني
بهدف الوقوف، عن كثب، على سير عمل مشروع دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط المدرسي “APT2C”، قام عزيز نحية،المدير المكلف بمجال الحياة المدرسية والمدير الوطني للمشروع بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، رفقة مولاي أحمد الكريمي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي،خلال الأيام القليلة الماضية،بزيارة الثانوية الإعدادية عثمان بن عفان بالأوداية، التي تعتبر من المؤسسات النموذجية في المجال شبه الحضريلمراكش.
وفي مستهل هذه الزيارة، أوضح مدير الأكاديمية أن هذه المبادرة تأتي للتعرف على مدى أجرأة مختلف عمليات هذا المشروع بالمؤسسة، داعيا للعمل أكثر من أجل إشاعة قيم التسامح والسلوك المدني والمواطنة، في مجال الحياة المدرسية.
إثر ذلك، اطلع المسؤولان التربويان على مجموعة من أعمال الأندية التربوية بالمؤسسة،التي تندرج في إطار هذا المشروع، حيث قامت إحدى تلميذاتنادي المواطنة بالمؤسسة بإعطاء فكرة عن بعض الأعمال المنجزة في إطار المشروع، والتي تهم مجالات التربية على حقوق الإنسان والعنف في الوسط المدرسي، إضافة إلى محاربة آفة المخدرات والاستغلال السيءللقاصرين.
كما قامت ثلة من براعم المؤسسة بتجسيد مشاهد من عمل مسرحي يحمل عنوان “حلم”، يتناولإشكالية العنف التشريعي،الذي يمارس على التلميذةوالتلميذ،ويؤثر في مسارهما الدراسي،في بعض الأحيان،والذي يكون سببه شهادة المغادرة وماتطرحه منإشكالات قانونية، في حالة نشوب خصام أو سوء تفاهم بين الأبوين.
إلى ذلك، تم عرض فيلم تربوي قصير موسوم بـ “عائدة” من إنجاز نادي الصورة والتواصل بالثانوية الإعدادية،والذي شارك فيه تلاميذ وأطر المؤسسة، من أجلمقاربة ظاهرة التسرب المدرسي والانقطاع عن الدراسة في صفوف الفتيات، جراء الزواج المبكر، مما يؤدي للحرمان من متابعةالدراسة.
ومن توقيع ذات النادي، تمت مشاهدة شريط وثائقييسلط الضوء على منتوج العنب بجماعة الأوداية، الذي تم إنجازه في إطار انفتاح المؤسسة على محيطها السوسيو اقتصادي، على اعتبار أن هذه الجماعةتتميز بوفرة إنتاج هذا النوع من الفاكهة.
وفي مجال آخر، تم عرض شريط، من إعداد نادي التراث والموروث الثقافي بالمؤسسة،يتناول معرض التراث في نسخته الأولى، المنظم من طرف الفريق التربوي لمادة الاجتماعيات وتلامذة المؤسسة، والذي يروم حفظ الذاكرةالشعبية وتنمية روح الانتماء إلى الوطن والمجال الترابي.
ومن أعمال النادي الصحي والعلمي بالثانوية الإعدادية، تمت مشاهدة شريط يوثق لمعرض التغذية، في نسخته الثانية،الذي أطره الفريق التربوي لمادة علوم الحياة والأرض، بهدف تنمية السلوك المدني وجعلالتلميذاتوالتلاميذيتبنون تربية غذائية سليمة.
ومن جهتها، قامت نظيرة حيسو، منسقة المشروع بالمؤسسة ومكونة في هذا المجال على الصعيد الوطني، بإعطاء فكرة عن مراحل تنزيل هذا المشروع، على المستوى المحلي، متمنية أن يحظى بالدعم الكافي، حتى يتم تحقيق النتائج المرجوة منه.
عقب ذلك، نوه مدير الحياة المدرسية بالمجهودات المبذولة من طرف الأندية التربوية بالمؤسسة، مستعرضا مجموعة من الملاحظات التي ينبغي تمثلها، من أجل التنزيل الفعلي للمشروع، حتى يكون له الأثر الإيجابي والمباشر على التلميذة والتلميذ. كما أكد على ضرورةتبني مقاربة تنشيطية تواكب مستجدات العصر في المجال التكنولوجي، مع تبسيط الوسائل واختيار الأنجع منها والأقرب إلى التلميذ.
وفي الختام، تناول الكلمةأحمد الكماني، مدير المؤسسة، ليشكر مدير الحياة المدرسية على التوجيهات السديدة التي قدمها من أجل التنزيل الأمثل لهذا المشروعوتجويد الفعل التربوي والتعليمي التعلمي، وكذا مدير الأكاديمية على الدعم والتشجيع الذي ما فتئ يقدمهما لكل المؤسسات التعليمية بالجهة، التي تسعى إلى تنشيط أدوار الحياة المدرسية، عامة والثانويةالإعدادية عثمان بن عفان، خاصة، من أجل الرقي بمؤشرات التمدرس، وجعل المؤسسة التعليمية فضاء للتربية علىالسلوك المدني ومحاربة السلوكات المشينة.
ويشار أن مشروع دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط المدرسي هو ثمرة شراكة متميزة ورائدة بين الوزارة الوصية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والرابطة المحمدية للعلماء، وسيتم تنفيذه خلال أربع سنوات، ما بين 2018 و2022، فيما يناهز 3000 ثانوية تأهيلية وإعدادية بمختلف ربوع الوطن. وتنخرط في هذا المشروع، على صعيد الأكاديمية، 46 مؤسسة من هذا الصنف من المؤسسات التعليمية.