وفي مقال نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية تحدثت الكاتبة إيما دونادا عن المراحل السريرية الثلاث التي تمر بها اللقاحات قبل مرحلة التسويق، وسلطت الضوء على الأسباب التي تجعل دولا مثل الولايات المتحدة والصين تجري تجاربها في بلدان أخرى.
وأوضحت الكاتبة أن اللقاح يخضع للتجربة في المرحلة السريرية الأولى على عدد صغير من الأشخاص، لمعرفة ما يمكن أن يحدثه من أضرار ومدى فعاليته في تحفيز إنتاج الأجسام المضادة.
أما خلال المرحلة السريرية الثانية فيكون عدد المشاركين أكبر، وتسمح هذه الخطوة للباحثين بتحديد مقدار الجرعات المناسبة ومراقبة الآثار الجانبية والاستجابة المناعية، فضلا عن تحديد جدول التطعيم.
المرحلة الثالثة
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن “المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح تتطلب عادة عشرات الآلاف من المتطوعين، لأنها تمثل المرحلة الأكثر أهمية، إذ إنها تحدد ما إذا كان اللقاح آمنا ويعالج المرض أم لا”.
وتشرف المنظمة حاليا على 30 مشروع لقاح ضد كوفيد-19، وقد وصلت هذه المشاريع إلى مراحل مختلفة من التجارب السريرية.
فمثلا، هناك لقاح صيني طورته شركة “كانسينو بيولوجيكس” (cansino biological) ومعهد التكنولوجيا الحيوية في بكين سيخضع للاختبار في دول مثل باكستان خلال المرحلة السريرية الثالثة، وأيضا هناك تجارب سريرية جارية بالفعل في الصين وروسيا والأرجنتين وتشيلي.
وفي الفترة ذاتها، كانت شركة نوفافاكس (novavax) الأميركية على وشك أن تبدأ المرحلة الثانية من اختبار لقاحها في جنوب أفريقيا.
وتقول الكاتبة إن إجراء التجارب السريرية لهذين اللقاحين بعيدا عن البلدين المنتجين ليس استثناء، فقد سبق أن أجرت شركة “أسترا زينيكا” (astrazeneca) تجاربها على اللقاح الذي تعمل على تطويره بالتعاون مع جامعة أكسفورد -والذي وصل إلى المرحلة الثالثة- في البرازيل وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة، عدا عن تجربته في المملكة المتحدة.
طابع عالمي
وفي حوار مع فريق التحقق من الأخبار الزائفة في صحيفة ليبراسيون، أوضحت مديرة البحث في المعهد الفرنسي للصحة والبحوث الطبية ماري بول كيني أن “عمليات البحث والتطوير في مجال اللقاحات اكتست طابعا عالميا منذ سنوات عديدة، وغالبا ما يتم إجراء التجارب الأولى في البلد الذي يقوم بالبحث، ولكن ليس دائما، كما ينبغي إجراء تجارب اختبار الفعالية (أي تجارب المرحلة الثالثة) في البلدان التي ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير مثل الولايات المتحدة الأميركية وجنوب أفريقيا والبرازيل.
وخلصت الكاتبة إلى أن السبب الأساسي لإجراء تجارب المرحلة الثالثة خارج الدول التي تقوم بتطوير اللقاح هو الحاجة إلى اختبار فعالية الدواء في البلدان التي ينتشر فيها الفيروس بقوة.