أعلنت النقابة الوطنية لمفتشات ومفتشي التعليم بالمغرب (الاتحاد المغربي للشغل)، عن رفضها لكيفية تنزيل برنامج الدعم التربوي الاستدراكي، خلال العطلة البينية 04 إلى 10 دجنبر 2023، لكونه لا يحترم الضوابط التربوية البيداغوجية والديداكتيكية، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من الأضرار المعرفية والتربوية والنفسية على المتعلمات المتعلمين، ولكونه، أيضا، يمس في العمق بمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ واستفادتهم من تعليم موحد وذي جودة.
ويأتي رفض مفتشي التعليم لبرنامج الدعم التربوي، على إثر صدور المذكرة الوزارية رقم 23-125 بتاريخ 04 دجنبر 2023 في شأن البرنامج الوطني للدعم التربوي، وإقدام الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية على تنزيلها بدعوة التلميذات والتلاميذ إلى الالتحاق بالمؤسسات التعليمية خلال العطلة البينية من 04 إلى 10 دجنبر 2023، للاستفادة من حصص الدعم الحضوري الاستدراكي.
وفي هذا السياق، دعت النقابة الوطنية لمفتشات ومفتشي التعليم، في بلاغ لها، توصل “الملاحظ جورنال” بنسخة منه، الوزارة الوصية والحكومة إلى التعامل الجدي مع مشكل هدر الزمن المدرسي للمتعلمات والمتعلمين، وذلك بالتعجيل في الاستجابة لمطالب الشغيلة التعليمية، واستئناف الدراسة في أقرب وقت ممكن، والبحث عن السبل التربوية الكفيلة باستدراك التأخر الحاصل في إنجاز الدروس وبناء التعلمات ودعم التعثرات، عوض اللجوء إلى الحلول الترقيعية التي لن تزيد الوضع إلا تأزما، وتعميقا للفوارق بين أبناء المغاربة في القطاعين المدرسيين العمومي والخصوصي.
ونبّهت النقابة إلى أن نجاح أي برنامج للدعم التربوي لا يمكن أن يحقق النتائج التربوية المتوخاة منه، ويسهم في تحقيق النجاح المدرسي للمتعلمات والمتعلمين، بتجاوز التعثرات وسد الثغرات، إلا باحترام مجموعة من الضوابط التربوية البيداغوجية والديداكتيكية في مختلف مراحله، بدء بمرحلة التشخيص ثم التخطيط ثم التنفيذ وانتهاء بمرحلة تقويم الأثر.
وشدّدت على أن تخطيط خطط الدعم التربوي وتنفيذها، لا يتحقق بشكل مهني سليم إلا من قِبل أطر تربوية مؤهلة، استفادت بما يكفي من تكوين نظري وتطبيقي في استراتيجيات الدعم التربوي وفي مختلف البيداغوجيات والأساليب وتقنيات التنشيط المعتمدة في أنشطة الدعم التربوي؛
وأضاف البلاغ، السماح للغرباء بالدخول إلى المؤسسات التعليمية لتقديم دروس الدعم التربوي أو حصص استدراك التعلمات، دون أي تكوين في المجال، هو استباحة لحرمة المدرسة العمومية، وتبخيس للفعل التعليمي التعلمي ولمهن التربية والتعليم، كما أنه مغامرة بالأمن الفكري والقيمي والأخلاقي للتلميذات والتلاميذ، وتعميق للإرهاق النفسي الذي تعرضوا له طوال فترة الزمن التعليمي الضائع، وهو ما سيستلزم زمنا إضافيا لمعالجة آثاره السلبية على فاعلية المتعلمين وحافزيتهم للتعلم، بحسب المصدر ذاته.
وأكد البلاغ، على استعداد المفتشات والمفتشين للعمل التشاركي مع جميع مكونات الجسم التعليمي لبلورة خطة تربوية مدروسة ومستعجلة لإنقاذ الموسم الدراسي، فور عودة المدرسات والمدرسين للعمل.